مسعود الحناوى
اتجاهات - المواجهة المطلوبة!
لا تزال تداعيات قرار الرئيس ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها يودى بحياة الفلسطينيين الذين انتفضوا من جديد ,ويثير موجات سخط ملايين المسلمين فى أرجاء المعمورة ,ويحظى باستياء الحلفاء الأوروبيين واهتمام المنظمات الدولية التى تسعى لتقويض قراره المشين !! بيد أن كل هذه التحركات والمظاهرات والإدانات والاستنكارات لن تجدى, ولن تحرك ـ فى تقديرى ساكنا للولايات المتحدة ولن تثنى ترامب عن قراره المتعجرف.. الشيء الوحيد الذى يمكنه أن يقلب الأوضاع ويغير الموازين هو لغة القوة والمصالح التى أظن أن أمريكا لا تزال تعمل لها ألف حساب.. والتى من أجلها ربما يكون ترامب قد جعل الباب «موارباً بعض الشيء انتظاراً لرد الفعل العربي.. فهو لم يقل صراحة إن القدس بشقيها (الغربية والشرقية) عاصمة لإسرائيل, ولم يذكر علانية أن الفلسطينيين ليس لهم حقوق فى القدس الشرقية ولكنه لن يتوانى عن فعل ذلك إذا ظلت الأوضاع على ما هى عليه، وإذا ظلت تحركاتنا العربية والإسلامية لا تتعدى ردود الفعل الروتينية التى نشهدها الآن .. سواء على الأرض أو على مستوى تحركنا الدبلوماسى !!
ولا أقصد هنا أن يكون البديل هو إعلان العرب الحرب المقدسة على أمريكا، أو أن يقوموا بقطع علاقتهم الدبلوماسية معها، أو حتى أن يجمدوا علاقاتهم التجارية والصفقات التى أبرموها معها بمئات المليارات من الدولارات.. ولكنى فقط أتساءل: لماذا لا يعلن العرب انتهاء دور واشنطن كراع لعملية السلام بعد أن ثبت للعالم أجمع أنها وسيط منحاز وغير نزيه فى المفاوضات !! إن هذا ـ فى رأيى أضعف الإيمان .. وتشير الأنباء إلى أن الأمم المتحدة والصين عرضتا نفسيهما لرعاية هذه المفاوضات واستضافتها.. ولا أدرى ماذا ننتظر؟!وعلى أى شيء نراهن بعد قرار ترامب الكارثى ؟!! مرة أخرى أمريكا لن تحترمنا ولن تغير موقفها بهذه التحركات العقيمة .. والعالم لن يحارب معركتنا ولن يتعاطف معنا طالما ظللنا ضعافا فتاتا لا نستطيع الدفاع عن حقوقنا الضائعة وأراضينا المسلوبة وقدسنا الغالية.