سيد عبد المجيد
للعقل فقط - مبادئ فرنسا بمليارات قطرية
لم يفت الرئيس الفرنسى الأسبق نيكولاى ساركوزى فرصة إلا وأكد فيها أن تركيا لن تنضم أبدا للاتحاد الأوروبى لتصادمها مع القيم الأوروبية، أنها مسألة مبدأ ولا مساومة على الحق فى التعبير وحرية الصحافة هكذا تقمص شخصية الراحل شارل ديجول المعادى بالفطرة للشرق المعقد وفى القلب منه تقبع وريثة الإمبراطورية العثمانية.
فى المقابل سرعان ما تلبسته روح البرجماتى ميكافللى ليسابق الزمن راهنا مستقبله السياسى كله من أجل أن تظفر إمارة قطر بمسابقة كاس العالم لكرة القدم وعينه على مليارات الدولارات التى ستضخ فى اقتصاد بلاده، ساعده فى ذلك مواطنه ميشال بلاتينى الذى كان يفترض وهو النجم الشهير أن يتحلى بروح رياضية متسلحا بآليات المنافسة الشريفة ولكن هيهات فلتذهب جميعها للجحيم طالما سينال المحروس ابنه وظيفة بملايين اليوروهات. هنا كان الالتفاف والتحايل والنتيجة تلك المفارقة الصارخة والمخجلة فى آن، فأنقرة ربما ابتعدت عن الديمقراطية، فماذا يا ترى عن الدوحة التى هى أصلا لا علاقة لها بهذا المصطلح لا من قريب أو بعيد وبينها وبين معايير القارة العجوز آلاف السنين الضوئية ولكنها المصالح وتبا لأى شئ آخر.
على الدرب ذاته شرع الشاب إيمانويل ماكرون سالكا الطريق نفسه، تاركا وراء ظهره ما كان يردده أبان حملته الانتخابية ضاربا عرض الحائط لعناته اللانهائية على الإرهاب ومموليه، وفى الصدارة يتبوأ الجالس بقصر البحر المطل على الخليج العربى قائمة الداعمين له بالمال الذى لا حصر له، مادام كان المقابل جملة من الاتفاقيات والتى بلغت قيمتها 14 مليار دولار والأهم أنها دليل على قوة العلاقات بين البلدين هكذا قال صاحب الإليزيه الطريف أنه مازال يتغنى بمبادئ بلاده.