الجمهورية
حلمى بدر
قضية الحق تواجه سياسة القوة
"القدس" ستظل عربية وإسلامية ولن يستطيع أحد أن يتحكم فيها وقرار الرئيس الأمريكي ترامب بأن القدس عاصمة إسرائيل جعل العالم كله يرفضه وأفضل ما وصفته كوريا الشمالية بأن ترامب "مجنون" نعم لأنه يعلم ان القدس طبقا للقرارات الدولية هي عاصمة دولة فلسطين ومازال العالم يتظاهر رافضاً لهذا القرار الصهيوني الذي لا يخدم إلا الاستعمار والمحتلين للأراضي الفلسطينية وهذا القرار يعد انتهاكاً لقرارات الشرعية الدولية وخرقاً لميثاق الأمم المتحدة وهذا القرار يعتبر هدية للتطرف وتأييدا للإرهاب ولا شك ان الغضب والشجب والتنديد بهذا القرار الأسود لا يفيد وانما يتطلب من أكثر من مليار ونصف مليار مسلم بالإضافة إلي المسيحيين في جميع دول العالم الانتفاضة الحقيقية وهي عدم شراء المنتجات الأمريكية وقطع العلاقات الدبلوماسية ووقف الصفقات التي وقعها ترامب خاصة مع دول الخليج التي تزيد علي 500 مليار دولار وتشغل المصانع والمواطنين الأمريكيين لمدة سنوات طويلة وهذا القرار يقوض جهود السلام ويفجر الغضب ويهدد بدفع المنطقة للهاوية ولا شك ان العالم ينتظر من القمة العربية التي ستعقد بالأردن قرارا حاسما وهو علي الأقل قطع العلاقات مع أمريكا لأن أمريكا الآن ليست كالماضي بعد ظهور قوي كبري مثل روسيا والصين وغيرهم يمكن الاعتماد عليهم لأن هناك سيناريوهات للعرب للتعامل مع أزمة القدس وتبعات القرار الأمريكي في التهديد بسحب المبادرة العربية للسلام ووقف الاتصالات مع أمريكا والتلويح باستخدام روسيا في معادلة السلام.
والعالم الإسلامي مطالب اليوم بأن يبذل جهده لأن يعترف العالم بأن القدس الشرقية عاصمة فلسطين لأن قضية القدس هي قضية الحق والعدل في مواجهة سياسات القوة وإقرار الأمر الواقع ومكافأة المحتل وواجبنا أن نقف وقفة حازمة نعلن فيها رفضنا أن يتحول العالم إلي غابة ينتصر فيها المحتل علي الشعب الأعزل الذي لا يملك سوي الحق والقانون! لأن أي تغيير لوضع القدس مكافأة للاحتلال وإزهاق لحق تاريخي وقانوني للشعب الفلسطيني الذي جاءت اللحظة أن يتوحد ويترك صراعاته جانبا وينتفض الانتفاضة الحقيقية لإقامة دولته المستقلة علي الأقل بعد حدود 1967 وليرفض القرار الأمريكي الأحادي المخالف للشرعية الدولية لأن القدس أرض فلسطينية تحت الاحتلال وجزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة ومصر لا تقبل أن يكون التعامل مع القدس خارج نطاق الشرعية الدولية ولن نتسامح مع أي تفريط في حقوق الشعب الفلسطيني وأي إجراءات تزعزع استقرار المنطقة وتوفر الذرائع للمتطرفين والإرهابيين وأعداء السلام والاستقرار ولا يمكن أن تتحقق أي تسوية شاملة وعادلة ونهائية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلا علي أساس حل الدولتين وستظل المواجهات والغضب العربي ضد قرار الرئيس الأمريكي وسنظل نطالب بسحب الرعاية الأمريكية للعملية السياسية وعزل الموقف الأمريكي عبر إدانات وقرارات دولية في مجلس الأمن إضافة إلي تعزيز الوضع السياسي الفلسطيني من خلال تفعيل الحركة السياسية علي المستويين العربي والإسلامي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف