الجمهورية
سوزان زكى
المال والمناخ
اتفق رؤساء دول وحكومات العالم المتقدم المجتمعون في قمة المناخ التي دعا لها الرئيس الفرنسي ماكرون الاسبوع الماضي في باريس تحت شعار كوكب واحد ان التمويل هواكبر عقبة تقف امام تنفيذ اتفاقية باريس.
قال الرؤساء امام القمة ان الموازنات العامة لدولهم لا تسمح بتقديم الاموال التي التزموا بتقديمها كمنح للدول النامية وفقا لما تنص علية الاتفاقية ودعوا القطاع الخاص وقطاع التمويل الدولي للقيام بالعبء الأكبر في توفير الموارد المالية اللازمة لتنفيذ الاتفاقية.
اتفاقية باريس تنص علي ان تقدم الدول المتقدمة مبلغ مائة مليار دولار سنويا للدول النامية لمساعدتها في تنفيذ مشروعات لخفض انبعاثاتها ومشروعات اخري للتكيف مع المخاطر التي اصابتها نتيجة التغيرات المناخية علي ان يتم دفع هذه المبالغ بشكل سنوي قبل حلول عام 2020.
المشكلة التي تتصدر مشهد اتفاق باريس الان هي كيف يقوم القطاع الخاص بتوفير هذه المبالغ الطائلة وكيف يمكن اقناع رجال المال والاعمال للقيام بهذا الدور من اجل انقاذ كوكب الارض من الفناء
اتصور ان في الدول المتقدمة لن تكون هناك اي مشكلة في اقناع رجال الاعمال لتوجيه استثماراتهم لصالح المناخ فمنذ عامين واثناء فعاليات قمة المناخ التي عقدت في باريس بحضور معظم رؤساء دول العالم اعلن كبار رجال المال في العالم انهم سحبوا استثماراتهم من المشروعات التي تلوث البيئة والتي تقدر بالمليارات عندما سمعوا ان هناك خطراً يهدد بفناء الكون إذا ازدادت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الهواء لانها تتسبب في ارتفاع درجة حرارة الأرض وقرروا التحول إلي استثمارات جديدة آمنة مع المناخ وتعتمد علي الطاقات الجديدة والمتجددة علي الرغم من ان تكلفتها اضعاف مضاعفة لاستثماراتهم التي كانت تعتمد علي الوقود الاحفوري.
المثير للاعجاب ان رجال الاعمال الذين تخلوا عن ملياراتهم من اجل انقاذ البشرية معظمهم في أوروبا وهي بلاد لم تعان بعد من مخاطر التغيرات المناخية مثل بلدنا ولكنه الاحساس بالاخر اينما كان والاحساس بالمسئولية الاجتماعية والانسانية تجاه البشرية
المشكلة قد تكون في اقناع رجال المال والاعمال في بلدنا للقيام بهذا الدور اتمني أن تصحو ضمائر رجال المال والأعمال في بلدنا ومثلما ينقلون عن الغرب تجاربهم الناجحة في الصناعة ينقلون أيضا مواقفهم الانسانية لانقاذ البشرية
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف