الجمهورية
صالح ابراهيم
خارج الصندوق - ولم يعد الحلم مؤجلاً !!
** تتجسد ملامح الحلم النووي السلمي للوطن مصر الذي حمل دائما راية الاستخدام السلمي لهذه الطاقة الجبارة.. ودعت الأسرة العالمية لمنع أسلحة الدمار الشامل علي الأقل في منطقة الشرق الأوسط ذات الأهمية القصوي تتجسد ملامح الحلم.. ليس فقط بتغيير وجه الحياة في منطقة الضبعة.. التي أجمعت الدراسات العلمية علي صلاحيتها في استضافة المحطة النووية الأولي لتوليد الكهرباء بطاقة 4800 ميجاوات تضاف إلي رصيد تحسين للغاية حققته مصر الجديدة خلال 4 أعوام فقط.. انتقلت من خانة الاحتياج الشديد إلي تأمين احتياجات "النور" وتوفير فائض بالقدرات يؤمن آمال التنمية والتوسع المكاني في قاعدة الحضارة بالخروج من الوادي القديم الضيق إلي باقي أرض الوطن لتصحيح النسبة الحالية والتخلص من أمراض التكدس والزحام ومحدودية فرص العمل والخدمات.. الضبعة هنا هي الشجرة المثمرة الأولي في حديقة غناء مأمولة.. هي أيضاً في مقام الحلم العظيم.. ونعني بها منطقة الساحل الشمالي الغربي القادم بقوة نحو معجزة اقتصادية متكاملة ابعاد العمرات والسياحة والاستثمار والزراعة.. ليتجدد للمصريين سلة الخبز التي اعتمدوا عليها أيام قدماء المصريين.
** حلم الضبعة التي مهدته لاستقبال هذه الإضافة ـ غير المسبوق لمسار التنمية قواتنا المسلحة ـ وسواعد أبطالها المخلصة.. لن تكون مجرد مقراً لأربع مفاعلات يتم تشغيل أولها عام 2026 لتنتج بجوار الطاقة الكهربائية آلاف الملايين من أمتار الماء المحلاة الكفيلة بجذب العديد من السكان وسواعد الشباب.. ولكنها ستخلق مجتمعاً جديداً يستفيد منه أساساً أبناء مطروح والضبعة.. سواء من حيث توفير 10 آلاف فرصة عمل مباشرة بالمحطة أو عشرات المشروعات ومراكز الأبحاث والمؤسسات التعليمية ومؤسسات الخدمات والمرافق التي ستحول المكان إلي خلية عمل مضاءة بالكهرباء وحولها الحدائق المثمرة والحقول الخضراء.
** تتعالي قامتها إلي السماء بالفخر والإنجاز وتتوائم مع المشروع المتكامل للنهوض بالساحل الغربي للبلاد من خلال محاور مطروح وبرج العربالجديدة والعلمين الجديدة.. درة المتوسط.. تلتقي مع الاستثمارات والصناعات المكملة للإنجاز النووي.. ولا ننسي اعداد البشر والكوادر والكفاءات.. سواء بالانبعاث للخارج أو الاعداد علي أرض الموقع.. أو توفير النجاح للتعليم الفني بمسار غير تقليدي يبدأ بمدرسة نووية تعد البراعم الصغيرة لهذا التخصص المهم.. وفي نفس الوقت تحقق التواصل المنشود مع خطوات التأسيس ووضع الأساس التي بادرت بها مصر "في سنة مبكرة" منتصف القرن الماضي بتجهيز وتشغيل المفاعل البحثي في انشاص والذي تم تجديده مع العبور التنموي إلي الألفية الثالثة لأنه كما نعلم.. فإن للطاقة النووية استخداماتها السلمية المتعددة في أبحاث نمو النباتات وعلاج الأورام والكشف عن المعادن.. سيمفونية متعددة الأغراض.. نتكامل الآن مع الحلم الذي بدأ يتحقق في الضبعة.. وكذلك الحلم القادم بإنشاء المحطات النووية لتوليد الكهرباء بالشراكة مع فرنسا الصديقة.. وهي المفاوضات الجارية منذ 3 سنوات.. وتختص بإنشاء مفاعلات جديدة.. من أكثر الأجيال أماناً.. ربما تعمل قبل محطة الضبعة.. ولكنها تتكامل معها كمجمع لإنتاج الكهرباء والمياه المحلاة.. نظراً لأن النجيلة تقع فقط جنوب الضبعة بخمسين كيلو مترا.. وبهذا يصبح الحلم النووي أكثر اتساعاً ورحابة... خاصة مع الموافقة علي إنشاء هيئة المحطات النووية للاشراف علي هذا النشاط المهم.. لتقدم مصر المحروسة للعالم تجربة فريدة تؤكد رؤيتها الصادقة حول ضرورة نزع أسلحة الدمار وفي مقدمتها السلاح النووي الذي تكرسه إحدي دول المنطقة وتسعي أخري لإنتاجه رغم الخطر البالغ علي مستقبل البشرية.
** وهنا تبرز ملاحظة مهمة حول آليات التنمية المتكاملة التي أضافت إليها مصر الجديدة الاستفادة من الطاقة النووية للإسراع في التنمية المتكاملة وسعادة الناس.. نعم نحن أمام سلاح مضاف يزيد من إيجابية معادلة التوجه نحو غرس أشجار التنمية وجني الثمار انه يطمئن المستثمرين إلي توفر احتياجاتهم في الطاقة.. لتشغيل مشروعاتهم والاستفادة من تيسيرات قانون الاستثمار ويدعم الإصلاح الشامل الذي بدأته الدولة ويأخذ بآفاق الحصاد إلي نتائج في منتهي الإيجابية.. تطمئنا علي ان الحلم لم يعد مؤجلاً.. بل مع البداية الموفقة اقتربت الثمار.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف