الكورة والملاعب
محمد جلال فراج
قلب الكورة .. كود صلاح السري
هذا المقال كتبته يوم 16يونيو الماضي بعد أن وقع صلاح لليفربول وأعتقد أنني لو كتبت عن محمد صلاح الآن وبعد مرور قرابة الستة أشهر وبعد أن إزداد صلاح بريقا وأصبح حديث العالم وأسطورته الجديد. فلن أكتب أكثر من ذلك.. لأن كود صلاح السري للنجاح مازال ساري المفعول. وهذا هو نص المقال:
محمد صلاح علي اعتاب نادي من أعظم الاندية الأوربية. وهو نادي ليفربول أو الريدز. محمد صلاح إبن مدينة بسيون يواصل نحت تجربته الفريدة في الصخر. صلاح عدو الضجيج. صلاح كان حديث العالم في الأسبوع الماضي. وصورته علي اغلفة أقوي الجرائد الرياضية. متحدثة عن أخر أخبار صفقة إنتقاله من روما إلي ليفربول. وأرقام المزايدات علي سعره بين الناديين ذاهبة وأتية
پكل هذا والشاب يتجول في شوارع نجريج قريته الصغيرة التي تربي فيها. ويصلي الجمعة والتروايح ويلتقط الصور التذكارية مع أبناء القرية. بدون أن تشعر بذرة كبر أو تعالي عليهم. حتي أن من يري تلك الصور البسيطة التي إلتقطها له أبناء القرية ولا يعرف صلاح لأي سبب. لن يستطيع أن يميزه وسط الناس. صورته وهو يشاهد مباراة تنس طاولة. أو صورته وهو يلعب البلياردو.. كلها صور علي بساطتها صور فخرية ودالة في نفس الوقت. وهي في إعتقادي مفتاح لغز نجاح صلاح المدوي في أوروبا.
كنت كتبت في هذا المكان قبل ذلك عن كود الفشل في الإحتراف الأوروبي. وسميته مجازا (كود عمرو زكي) . إستشهدت فيه بتجربة عمرو ذكي في ويجان الإنجليزي عندما بدأ بداية صاروخية.. وتألق بشدة وتصدر جدول هدافي الدوري الإنجليزي وسجل هدفين في شباك ليفربول في قلب ملعبه وحينها قال رافائيل بينيتث مدرب الحمر وقتها قائلا..(الكل سوف يتابع موقف هذا اللاعب من الآن).
أصبح زكي بين يوم وليلة پمحط أنظار الجميع في أوروبا وتنبأ الجميع أن يكون البلدوزر المصري هو ماكينة الأهداف الذهبية التي سوف يتهافت عليها أكبر أندية القارة العجوز. لكن للأسف ? وعكس محمد صلاح- في الوقت الذي تصدرت صورة عمرو زكي الأغلفة كان فتي إنبي قد أصابته الأفة اللعينة التي تصيب اللاعبين المصريين وكما كانپصعوده سريعا. كان سقوطه أسرع پمن الصاروخ المتهاوي علي الأرض وتلبسه شيطان الإستهتار الذي كان يتلبس معظم اللاعبين المصريين الذين تخطفهم أنوار أوروبا الباهرة وينسون أنهم سفراء لبلدانهم وليسوا مجرد لاعبين .. حتي أصبح عمرو زكي يضرب به المثل في كيفية الفشل بنجاح كبير مثلما قال مدربه ستيف بروس عندما نصح أحمد المحمدي قائلا إذا أردت أن تنجح في الإحتراف فإنظر الي ما فعله زكي وأفعل عكسه.
هذا بالضبط ما فعله محمد صلاح. فعل عكس ما فعله عمرو زكي. وأولها أنه لم ينسي أنه إبن قرية نجريج القرية البسيطة. وترك أغلفة المجلات تتحدث عنه. وذهب هو ليتسامر مع أهل قريته يولعب معهم الطاولة ويصلي خلف إمامهم التراويح في رمضان.. تلك هي المعادلة ببساطة.. ذلك هو كود النجاح كود محمد صلاح.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف