الأخبار
جلال دويدار
خواطر - كل العالم يدين أمريكا لانتهاكها.. القانون الدولي
وافق مجلس الأمن الدولي بإجماع ١٤ دولة من ١٥ عضوا هم كل أعضائه باستثناء الولايات المتحدة. دولة القطب الواحد المتمردة علي الشرعية الدولية من أجل عيون اسرائيل. دفعها هذا السقوط الاخلاقي الي استخدام الفيتو باعتبار القدس عاصمة لهذا الكيان العدواني. كل كلمات اعضاء الدول الأربع الدائمة العضوية علاوة علي باقي الأعضاء العشرة غير الدائمين أدانوا القرار الأمريكي واعتبروه عدوانا علي قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة وهو الأمر الذي يجعله فاقدا للشرعية. أكدوا أن الخطوة الأمريكية لا تلغي هذه القرارات الشرعية التي ستظل سارية في انتظار تنفيذها.
حرص مندوبو هذه الدول علي ان يسجلوا في جلسة مجلس الأمن أن هذه القرارات تقضي بأن اقرار وضع القدس مرهون بالتسوية السلمية للقضية الفلسطينية علي اساس حل الدولتين. أكدت كلماتهم أنه ووفقا لهذه القرارات الدولية فإن الجزء الشرقي من المدينة المقدسة هو جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة بعد حرب ١٩٦٧.
رغم هذا الفيتو الأمريكي لوقف تمرير مشروع القرار المقدم لمجلس الأمن من مصر.. فإنه ليس له أي أثر قانوني علي ما سبق صدوره من قرارات للشرعية الدولية. وإذا كان التصويت الاجماعي بالموافقة علي المبادرة المصرية في المجلس لم يؤد الي تمريره بسبب الفيتو الامريكي الظالم.. إلا أنه أكد وبكل الوضوح عزلة الادارة الامريكية دوليا. هذه العزلة سوف تصبح أكثر وضوحا وحسما في الاجتماع الطارئ للجمعية العامة الذي دعت اليه السلطة الفلسطينية.
المهم ان يثبت العالم جديته ودعمه للشرعية الدولية الذي استهدف قرار ترامب الأرعن هدمها.. بالاقدام علي اتخاذ خطوات عملية لترسيخ هذا الموقف. مطلوب من دول العالم التي أقلقها عدوان الرئيس الامريكي علي الشرعية الدولية لصالح الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية. ترجمة مواقفها الي اجراء فاعل. عليها ردا علي التحدي الذي جسده الفيتو الامريكي - الذي كان متوقعا - .. أن تعلن الاعتراف بدولة فلسطين علي أساس حدود ٦٧ ووفقا لحل الدولتين الذي سبق أن قدمته امريكا نفسها وأقره مجلس الأمن.
من ناحية أخري فإن هذا الموقف من جانب ترامب يعد شاهدا علي عدم مصداقية السياسة الامريكية تجاه كل القضايا الدولية التي هي طرف فيها. هذا الأمر سيكون مبررا للشكوك تجاه مواقفها وسياساتها وهو ما يعد تبريرا لعدم المساندة والدعم من جانب الكثير من دول العالم. لا يمكن ان يغفر لتهور ترامب ودفعه الشرق الأوسط والعالم الي مزيد من التوتر والقلق.. تلك المزاعم التي يروج لها بشأن تبنيه لمشروع سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
بقي ان أقول إن الشعوب العربية والاسلامية في انتظار تعامل حاسم وايجابي من جانب حكوماتهم.. باعتبار ان عدوان ترامب يمس بشكل مباشر مقدساتهم. يأتي علي رأس هذه المقدسات المسجد الأقصي أولي القبلتين للمسلمين والذي جاء ذكره في القرآن الكريم: »سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَي بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَي الْمَسْجِدِ الأَقْصَي الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ»‬. »‬صدق الله العظيم».

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف