الدستور
ثروت الخرباوى
محمد فظيع
فى المقالين السابقين كتبت عن «عماد الدين الإخوانى»، وكان من المفترض أن أستكمل اليوم تلك السلسلة، فما أعظم الكشف عن الشخصيات غير الإخوانية التى تساعد الإخوان على تحقيق أهدافهم، ولكن حدث موقف كوميدى جعلنى أتوقف عن تلك السلسلة لأكتب عن هؤلاء الذين يتاجرون بالله وبالمقدسات، الأخ محمد بديع مرشد الإخوان يقول للمحكمة يوم الأحد الماضى: أنتم تسجنون أسودًا، طلعونا نحرر القدس!، يا للصفاقة والدناءة يا رجل، أضحكتنا يا شيخ، أنتم أسود بأمارة ثياب النساء التى لبستها لتهرب من الشرطة المصرية، وبأمارة النقاب الذى غطيت به وجهك، ألم تكن فى الحكم من قبل يا أسد، فلماذا لم تحرر القدس وتسترد أقصانا؟.
تقول للمحكمة أيها الغضنفر: تهون الحياة وكلٌ يهون ولكن إسلامنا وقدسنا لا يهون، فلماذا هانت قدسنا يا ليث الفلا عندما كنت تستقبل فى مقركم السفيرة الأمريكية؟، ألم يرد فى بالك أن تطالبها بالوقوف بجانب حقنا فى القدس؟!، وماذا قلت يا أخ بديع عندما استقبلت الأمريكى اليهودى الصهيونى القح وليم بيرنز مساعد هيلارى كلينتون، هل طالبته بشىء يقوم بإبلاغه لإسرائيل بخصوص القدس والأقصى؟!، ولماذا يا أخ بديع انفرج وجهك بابتسامة واسعة من فرط السعادة عندما أرسل تابعك الأمين محمد مرسى خطابًا لرئيس وزراء إسرائيل يخاطبه قائلًا: «صديقى العزيز..»!، وحينما أخذ تابعك محمد مرسى فى القيام بدور الوسيط بين حماس وإسرائيل، ألم يرد فى بالك أن تكلفه بالوساطة مع إسرائيل من أجل قدسنا وأقصانا؟!، وحينما هتفت مع أتباعك المغاوير فى استاد المحلة وقت انتخابات الرئاسة فى حضرة تابعك محمد مرسى: «ع القدس رايحين شهدا بالملايين» هل لك أن تقول لنا لماذا لم تذهبوا من وقتها للآن؟، هل توقف بكم القطار عند العريش فوجهتم نيرانكم للشعب المصرى بدلًا من الذين اغتصبوا القدس؟، ثم ألم تنشئوا حركة أنصار بيت المقدس لمثل هذا اليوم المشهود، وقد أعملت تلك الحركة الإخوانية نيرانها فينا زمنًا من باب «التدريب»، أما وقد نالت تلك الحركة تدريباتها الحية فلماذا لم ترسلوها إلى القدس لتحررها؟.
يا أخ بديع هل كانت القدس معنا طوال السنوات الماضية ثم أخذتها إسرائيل الآن؟ أم أن خبر احتلال إسرائيل لها لم يكن قد وصل إليكم بعد؟. ولكن انتظر، ألم تفتحوا عبر سنوات طويلة باب التبرعات من أجل تحرير القدس، فأين ذهبت تلك الأموال؟. أظنك وإخوانك تعرفون أن مرشدك الأول حسن البنا جمع مبلغًا كبيرًا من التبرعات من أجل فلسطين عام ١٩٤٧ زادت قيمته على ثلاثين ألفا من الجنيهات، إلا أن شيخك البنا لم يرسل لفلسطين منها إلا ألف جنيه فقط، وكان هذا سبب غضب الشيخ أحمد السكرى وكيل الجماعة فاستقال من الجماعة وكتب فى بعض الصحف عن سرقات حسن البنا ومواقفه المخزية. لم يكن البنا يسرق سرقة عادية يا أخ بديع ولكن كان يسرق باسم فلسطين والمقدسات!، وأظنك تعرف بشكل حقيقى كيف أنكم تاجرتم بقضية فلسطين وبالمسجد الأقصى وخدعتم شبابكم المفتون بكم الذى لم يتعلم كيفية إعمال العقل، خدعتموه بشعارات زائفة لا تعبر عن توجهاتكم الحقيقية، فكانت فلسطين سلعتكم، والمسجد الأقصى بضاعتكم، هل لكم أن تعلنوا لشبابكم قدر الملايين التى تم جمعها لحساب فلسطين والقدس عبر سنواتكم؟ والملايين التى تم جمعها لأفغانستان والبوسنة والهرسك والفلبين وغيرها وغيرها؟.
ولكننى أود أن أجعلك رجلًا مرة واحدة فى حياتك بدلًا من أن تهرب وأنت ترتدى ملابس النساء، لذلك أطلب منك أن تطالب أعضاء جماعتك فى كل العالم بأن يذهبوا إلى القدس ليحرروها، فأنتم يا من فى السجون عددكم قليل، عشرة آلاف أو عشرون على أقصى تقدير، وأذكر أن أخاك الراحل عبدالحميد الغزالى عضو مكتب الإرشاد قال إن عدد الإخوان فى مصر فقط عشرة ملايين أخ، ولكن أخاك محمود غزلان قال إن العدد الحقيقى لكم هو مليون أخ، وقال البعض بل إن العدد نصف المليون فقط، وسنوافق على نصف المليون، فهل يمكن لك أن تطلب من الأصحاء والشباب منهم أن يذهبوا إلى تركيا ويتطوعوا مع جيش خليفتكم أردوغان لتحرير القدس، أم أن الخليفة أردوغان سيكتفى بالجهاد من وراء الميكروفون، ثم سيذهب لإسرائيل بعد ذلك ليحتفل بذكرى صديقه الحبيب الراحل شارون الذى تبادل الأنخاب معه ذات يوم؟!.
ولكن أطرف ما قلته يا أخ بديع هو قصتك مع معروف الحضرى الذى كنت معه فى السجن عام ١٩٧٦، قلت للمحكمة إن معروف الحضرى قال لك وهو معك فى السجن إنه عندما كان يحارب اليهود عام ١٩٤٨ قالوا له نحن لا نخاف إلا من الإخوان!، يا للنكتة السمجة!، معروف الحضرى أثناء استراحة بينه واليهود بعد أن مزق نياط قلوبهم، يبدو أنه جلس يتبادل السجائر مع جندى صهيونى، فقال له الصهيونى وهو يُخمس السيجارة معه، تصدق بالله يا حضرى، نحن لا نخاف إلا منكم، أوبااا.. لقد نسيت أنكم قلتم إن معروف الحضرى أسره اليهود فى حرب فلسطين، ورغم أنه كان ضابطًا بالجيش المصرى إلا أنه لسبب لا نعرفه اعترف لهم بأنه من الإخوان فقالوا له إننا لا نخاف إلا منكم. ثم إنكم كنتم تقولون إن جمال عبدالناصر أرسل للحضرى فى أسره مع جندى صهيونى اسمه «كوهين» ألّا يخاف، وأنه قام بالتوصية عليه لأنه أى عبدالناصر على علاقة طيبة باليهود، ثم إنكم فى ذات الوقت تقولون إن الحضرى هو الذى قام بهزيمة اليهود فى حصار الفالوجا واستطاع أن يفك الحصار!، إنه لبارع حقًا، ثم إنكم تقولون إن الحضرى كان يراقب عبدالناصر سرًا فكان يجده يخرج من حصار الفالوجا ليلًا الذى كان قد تم فكه ليذهب إلى اليهود ليجلس معهم، ويبدو أن الحضرى كان يحمل معه وقتئذ منظارًا يتيح له الرؤية الليلية، فشاهد عبدالناصر وهو يجلس مع الصهاينة!، علمًا يا أخ بديع بأن هذا الجهاز اخترعته ألمانيا عام ١٩٣٩ وعرفته أمريكا عام ١٩٤٦ ولم يدخل إلى القوات المسلحة فى مصر إلا بعد عام ١٩٧٦، ولكن لأنكم من الممكن أن تفعلوا أى شىء لذلك فقد أنار الله بصيرة معروف الحضرى فرأى عبدالناصر واليهود معًا من خلال بصيرة قلبه التى تغنيه عن أى جهاز يكشف الرؤية الليلية!. ولكن ألم تبالغ يا أخ بديع بعض الشىء وأنت تقول للمحكمة فى كلمتك البديعة إن الحضرى قال لعبدالناصر أثناء حرب ١٩٦٧ أخرجنى من السجن لأحارب اليهود فإن قتلونى استرحت منى وإن قتلتهم أرحتك منهم ثم سأعود إلى السجن بنفسى لأقضى باقى مدة العقوبة!، يعنى الحضرى كان سيقضى وحده على اليهود فى حرب ١٩٦٧؟! ولكن عبدالناصر رفض لأنه كان يريد أن يظل اليهود على قيد الحياة!، يا بديع إنك لفظيع فظيع فظيع.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف