تعقيباً على مقال أمس، الذي اقترحنا فيه إصلاح المعاشات على ثلاث سنوات من أموال ظُهر، تلقينا رسالة من باسم بركات، مستشار بمجموعة «العبيكان» السعودية، نشارككم فيه:

«الأستاذ الفاضل علاء عريبى.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نادراً ما أحاول مراسلة السادة الصحفيين والكُتاب، واكتفى فقط بقراءة مقالاتهم، سواء اتفقت معهم أو اختلفت، فأنى احتفظ برأيي لنفسي، ولكن لثقتي بكم ولإعجابى بمعظم ما يحتويه عمودكم المحترم، أردت أن أرسل لسيادتكم تعليقا على مقالكم بخصوص استخدام عوائد حقل ظُهر لزيادة المعاشات أو المرتبات، وكذلك قرأت المقال الثاني والذي أشرت سيادتكم فيه إلى رأى أحد المغتربين، الدكتور أمير الشيخة، وعليه أتوجه لسيادتكم بما يلى:

طبقاً للأرقام المعلنة من الدولة والتي تناولتها سيادتك فى المقال، فإن عائد حقل الغاز هو 60 مليون دولار شهرياً، وبحسبة بسيطة فإن العائد السنوي هو 720 مليون دولار، ناهيك على أن هذا العائد هو أساساً لا يعتبر عائداً أساسياً، لان هذا الإنتاج لا يزيد على احتياجاتنا المحلية، هو بالكاد سيوفر علينا العملة الصعبة التي كنا سنشترى بها الغاز من الخارج، والتى غالباً كنا نقترض قيمتها، إضافة إلى كل اقتراضنا الآخر، حتى وصل الدين المحلى والدولي إلى حدود غير مقبولة، ولكن دعنا نفترض أن هذا العائد سيكون زائدا على حاجات الدولة 720 مليون دولار، العائد الإجمالى ماذا يساوى إذا تم تقسيمه على أصحاب المعاشات والمرتبات؟، إذا كان عدد المواطنين على المعاش طبقاً لمقالك يقترب من عشرة ملايين شخص، سيكون نصيب الشخص السنوى 72 دولارا، ما يعنى 1274 جنيها سنوياً، ما يعنى حوالي 100 جنيه شهرياً، هذا فقط للمعاشات دون النظر إلى المرتبات، وعليه لا أدرى صراحة عن أى شيء يتكلم الأخ الدكتور «أمير»؟، هو يتحدث عن زيادة المعاشات لتكون 85 %، من آخر مرتب، كيف سيتم تمويل ذلك، أسالك بالله توقفوا عن محاولة إيهام الشعب بأشياء غير منطقية، لا أتهم سيادتكم بتعمد ذلك، أعوذ بالله، ولكن أرجوكم راجعوا الأرقام والأفكار قبل نشرها، حتى لا يشعر المواطنون بالإحباط، ليس هناك بديل عن أن يكون الشعب منتجاً بكل قوته، ينتج ويصدر، ويعمل بكل قوة، غير ذلك لا يوجد حل سحرى، سواء غاز أو بترول أو حتى جبال من الذهب والفضة.. تحياتي لسيادتكم، وأشكر لكم سعة صدركم، باسم بركات مستشار تجارى وإدارى، مجموعة «العبيكان» للاستثمار، المملكة العربية السعودية، +966553611314.

أولاً أوضح للأستاذ «باسم» أن اقتراح إصلاح المعاشات من أموال حقل ظُهر، كان لى وليس للدكتور أمير شيخة، ثانياً المبلغ الذى تفضلت سيادتك وقسمته على السنة والشهور (100 جنيه لكل متقاعد) هو قيمة استيراد ثلاثة مراكب غاز، وهو قيمة ما ينتج فى الفترة التجريبية للحقل، القيمة الحقيقية لغاز حقل ظُهر ستصل مع نهاية العام إلى 2 مليار و700 مليون دولار، ولك أن تجرى حساباتك على هذا الرقم، ثالثاً: ليس من المعقول يا أستاذ «باسم» أن نترك 9.5 مليون متقاعد يعيش أغلبهم بمبلغ يتراوح بين 500 و1300 جنيه فى الشهر، ونمهله حتى تنشئ الحكومة صناعة، وتوظف عمالة، وتصدر ما يفيض على حاجتنا، كيف سيصرف على أسرته ويسدد فواتير الكهرباء، والغاز، والمياه، والإيجار، والعلاج، والمواصلات، والتعليم؟