الوفد
عباس الطرابيلى
نظرة ..للمظاليم!
والمظاليم هنا، هي أندية الأقاليم، في قرى ونجوع بحري والصعيد.. وصاحب هذا الاسم هو عميد النقاد الرياضيين الراحل، نجيب المستكاوي.. الذي كان يدعم نادي الترسانة- عمال مصر- أكثر مما يهتم بالعملاقين: الأهلي والزمالك.

وهنا أقول: لماذا نعتبر كرة القدم هي الأهلي والزمالك.. رغم وجود منافسين أقوياء في الأعوام القليلة السابقة.. بل لماذا لا نشجع إلا كرة القدم فقط بينما الرياضة فيها عشرات الألعاب الأخرى.. وكانت منها لعبات حققت فيها مصر بطولات إقليمية ودولية متقدمة مثل كرة السلة، والسباحة، ورفع الأثقال والمصارعة.. حقاً: لماذا كرة القدم فقط؟!

<< ألا يكفي أننا لم نعد نهتم بالألعاب الرياضية في المدارس والجامعات.. وعشنا عصراً كانت عندنا فيه مباريات من منتخبات المدارس، وأيضاً الجامعات، وكانت تنافس على البطولات.. عاماً وراء عام.. بل كانت هذه المدارس والجامعات هي «مراكز» تفريخ للنابغين، في كل اللعبات، حتى الهوكي.. يا ترى فاكرين رياضة الهوكي التي كانت منتشرة في مدارس مصر زمان ،وكان كمال خالد السياسي المشاكس من أبطالها ثم مسئولاً عن اتحاد الهوكي.

وكانت مدن مصر تشهد- كل أسبوع- مباريات المدارس، بل كانت معظم مدارس مصر بها ملاعب قانونية لكرة القدم.. بعضها مزروع بالنجيل وبعضها يتم تمهيده وإعداده لبطولات المدارس.. ومن هذه المدارس كان يتم «تفريخ» اللاعبين، زمان.. بل إن أشهر لاعبي مصر تم اكتشافهم خلال مباريات هذه المدارس.. وكان يجري وراءهم مكتشفو اللاعبين!!

<< واختفت فرق كرة القدم من المدارس بسبب الثانوية العامة والمجموع.. وها هي كرة القدم تكاد تختفي من المدن والمحافظات، بسبب القحط المالي الذي تعاني منه نوادي الأقاليم.. وأيضاً بسبب الإهمال الذي تعاني منه هذه النوادي من الصحافة ومن التليفزيون، فالكل يلهث وراء الأهلي والزمالك، ولا شيء غيرهما.. فهل يمكن أن نترك جانباً- ولو مؤقتاً- حكاية سطوة الأهلي والزمالك على الاعلام المصري.

<< ألا يكفي انتهاء دور الشركات والمصانع الكبرى التي كانت ترعى وتدعم النشاط الرياضي في الأقاليم.. أم كان ذلك عصراً ذهبياً انتهى ومات.. وهل ننسى دور شركة غزل المحلة، أو شركة الترام، أو الترسانة.. وأيضاً السكة الحديد.. أو شركة غزل دمياط التي كان فريقها يلعب في الدوري الممتاز.

نعم لابد من دعم حقيقي من الشركات، التي كانت تقوم بدور الراعي الطبيعي للنشاط الرياضي في الأقاليم، أم هذا عصر.. وانتهى؟!

<< وأرى أن عدم الاهتمام بأندية الأقاليم وراء هذا القحط الذي تعانيه فرق الدوري الممتاز.. ومن ثم لجوؤها إلى استيراد اللاعبين، ليس فقط من إفريقيا.. بل ومن دول لم نسمع أنها تلعب كرة قدم.

وإذا كان اتحاد اللعبة قد نسي دوره الإقليمي وغرق وسط مشاكل الكبار والنوادي الكبيرة.. فماذا عن المحافظات.. وماذا عن الشركات.

<< ويا أيها الاعلاميون، أعلم أن الكبار «يدفعون» كثيراً.. ولكن أليس هناك شيء نقدمه ولو لله لهذه الأندية المظلومة ؟.

ونظرة يا سيدي يا إعلام.. وكفاية فضايح!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف