الأخبار
مديحة عزب
نقطة نظام - عندما يكون البكاء.. دما
اشتريت منذ بضعة أيام خطاً جديداً لهاتفي المحمول، وبمجرد أن وضعت الشريحة في الهاتف وجدت كمية كبيرة جدا من الرسائل القصيرة تصلني تباعا.. دهشت.. ممن تكون هذه الرسائل إذا كانت الشريحة جديدة ولم أعط الرقم بعد لأحد.. ولكن لاحظت أن جميع الرسائل صادرة من رقم معين وبتواريخ متقاربة ومضمونها واحد وهو رجاء تتوجه به إحدي السيدات لشخص اسمه مصطفي ألا يغضب منها وتلح عليه في العودة والرجوع إليها وتلومه أيضا علي تجاهل مكالماتها ورسائلها العديدة له.. استنتجت أن الخط كان يمتلكه هذا الشخص وأن السيدة التي ترسل هذه الرسائل ربما تكون خطيبته التي هجرها أو أمه التي أغضبته يوما فعاقبها هروبا منها ومن البيت وما كان وصول هذه الكمية الكبيرة من الرسائل دفعة واحدة إلا عندما تم تشغيل الخط من جديد، وبطبيعة الحال كان الحل النموذجي من وجهة نظري عمل إلغاء لكل هذه الرسائل لأنها ستشغل مساحة كبيرة بلا داعي وبلا أي فائدة، وقبل أن أهم بعملية المسح وجدت اتصالا من نفس الرقم صاحب الرسائل.. سارعت بالرد رغبة في إنهاء اللبس وإيضاح حقيقة الأمر لصاحبة الرقم.. وما أن همست »ألو»‬ إلا وسمعت سيدة تصرخ صراخا هستيريا كأنها لا تصدق أذنيها وأن ثمة شخصاً يرد علي الهاتف »‬يا مصطفي ارحمني يا ابني».. »‬يا مصطفي تعاااالي بقي نفسي أشوفك بعيني يا ابني».. الحقيقة »‬اتخضيت» من الموقف وانقبض قلبي.. وحاولت أشرح للسيدة أني لست مصطفي الذي تبحث عنه وتنتظره وأني شخص آخر كل علاقتي برقم الهاتف إني اشتريته منذ بضع ساعات من أحد الباعة، ولكن ضاع صوتي وكلامي تماما في خضم بكائها الشديد وإصرارها علي أني »‬مصطفي» وتوسلاتها لي بالعودة.. وبعدما عجزت تماما عن التفاهم معها اضطررت لإنهاء المكالمة وما هي إلا ثواني وعاود الهاتف الرنين مرة أخري ومن نفس السيدة.. ترددت قليلا ثم قررت أن أرد عليها ولآخر مرة فقط لأوضح لها أن الرقم لم يعد خاصا بمصطفي الذي تبحث عنه وأنه صار لشخص آخر تماما.. وبينما كنت أتوقع سيلا من الصراخ والعويل إلا أنني فوجئت بصوت فتاة صغيرة تقول لي بالحرف: »‬أنا باعتذر لحضرتك بالنيابة عن أمي.. الرقم اللي معاك ده كان بتاع اخويا المجند مصطفي فتحي محمود.. استشهد في العريش من شهور طويلة وماما من ساعتها ولحد دلوقت مش مستوعبة أنه مات وبتتصل علي موبايله كل يوم وبتبعت له رسايل علي أمل إنه يمكن يرد.. احنا آسفين جدا لحضرتك».. قفلت السكة واتأكدت أن فيه ناس بتموت كل يوم مع اللي ماتوا ودعوت الله أن يلهم أم الشهيد مصطفي وسائر أمهات الشهداء الأبرار الصبر والسلوان.. ودعوت الله أيضا أن يؤيد بنصره جيشنا الباسل وشرطتنا الشجاعة علي كل إرهابي خسيس جبان جاء إلينا ليحاربنا علي أرضنا..
قصة من قلب الواقع حكاها أحد الشباب في صفحته علي الفيس بوك.
ما قل ودل:
إذا غضبت المرأة وظلت صامتة فهذا ليس دليلا علي ضعفها، بل هي تتناقش مع إبليس في خطة الانتقام وهو بيحاول يهدّيها ويقول لها يا شيخة اتقي الله حرام عليكي.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف