علاء عبد الوهاب
انتباه - ما حاصل جمع الأصفار؟
بالتأكيد صفر كبير!
كان محدثي متفائلا بالكلام المثار عن اتجاه بدأ يتبلور، حول امكانية دمج الأحزاب التي تجاوز عددها المائة، وأن ذلك سوف يعد ترشيداً للتجربة، وأن... اضطررت لمقاطعته وطرحت عليه السؤال الذي عنونت به هذا المقال، وقلت له إنه مهما تعددت الأصفار، فإنه حين جمعها لابد أن يكون الناتج صفراً.
كان ردي صادماً، فأشاح محدثي بوجهه، ولوح بيده رافضاً، وعندما صمت عدت أسأله:
- بذمتك كم مرة كان أحد قادة هذه الأحزاب الديكورية ضيفا علي الشاشة، ولم تتعرف عليه، رغم انخراطك في العمل العام منذ عقود؟
> أمر وارد.
- نعم، ولكن عندما يتكرر الأمر، حتي يصبح أقرب للقاعدة، أن من تراهم نكرات، إلا قليلاً.
> نحن مازلنا في أول التجربة، ولابد أن نصبر.
- أنت تبالغ حين تصف هذا الهراء بالتجربة، وأراهنك أنه لو انتظرنا عشرات السنين، فإن المشهد لن يختلف كثيراً، مادامت نفس المعطيات تشكله.
> دعهم يصلوا لتلك القناعة بأنفسهم، ثم ينسحبوا طوعياً.
- أنت واهم تماماً، لابد من ضوابط قانونية لكن هذا السداح مداح لن ينقذنا منه فكرة الدمج، لأن بعض الأحزاب لا يتجاوز في عضويته أصابع اليدين، ولافتة، وشخصاً متأنقاً يظهر علي الشاشات أو يصرح للصحف، لا أكثر!
> لا بأس، ولكن مطلوب أولاً مناخ صحي لعمل سياسي، ثم نحكم علي الجميع دون أن نظلم أحداً.
- المسألة تتطلب إرادة وجدية وقدرة علي التغيير الإيجابي، علي قاعدة هذه الأسس يمكن أن يختلف المشهد الحزبي، بعيداً عن حاصل جمع الأصفار.