كانت الإدارات الأمريكية تحرص على أن تبدى قدرًا مخادعًا من الحرص على مشاعر العرب باستخدام الأساليب الملتوية والتبريرات الساذجة لانحيازها لإسرائيل.
وجاء ترامب، ليزيح جانبًا ستائر الخداع فى حديثه عن القضايا العربية، واستخدام الرجل بكل وضوح العبارات التى تكشف عن حقيقة المواقف الأمريكية من كل ما هو عربى.
تحدث الرجل بكل وضوح وبأكثر العبارات استفزازًا عن دعمه لكل تصرف يهدد حقوقًا عربية وعن استعداده لاستخدام القوة الأمريكية فى جميع المجالات السياسية بل والعسكرية لحماية كل من يعتدى على العرب ويسلبهم حقوقهم.
وأمعن الرجل فى استخدام أكثر العبارات المهينة ضد العرب -كل العرب- وإن غلف بعض عباراته بغشاء رقيق ليحصل من الحكام العرب على مكافآت بمليارات الدولارات يمنحها الحكام العرب للرجل متقبلين الإذلال والإهانة بابتسامات باهتة.
يتصور ترامب وهو يواصل إهانة العرب والمسلمين واستفزازهم، ومع ذلك يلتقيه العدد الأكبر من القيادات العربية بكل الاحترام والتبجيل وأقصى ما يسمعه منهم هو استجداء ذليل بأن يخفف لهجة الاحتقار والتحدى التى يتحدث بها عن العرب وقضاياهم حتى لا ينكشف ضعفهم المزرى أمام شعوبهم، يتصور الرجل أن الأمة العربية والإسلامية قد استسلمت لعنجهيته وصلفه وتقبلت إهاناته وتحديه.
هذا التصور الغبى يؤكد أن الرجل يجهل تمامًا القوة الهائلة الكامنة لدى الشعوب العربية والإسلامية وقدرة هذه الشعوب على انتزاع حقوقها مهما طال الزمن.
أثق ثقة تامة فى أن الشعوب العربية والإسلامية لن تقبل هذا الإذلال والصلف الأمريكى، وأن هذه الشعوب تستطيع أن تمارس ألوانًا شتى من الدفاع عن نفسها وحقوقها ولديها قدرات هائلة تمكنها من رد الإهانة لهذا العدو الأمريكى.
ولا أطلب من المواطنين الرد على هذا الاستفزاز الأمريكى أكثر من «مقاطعة» حقيقية يلزم بها كل مواطن شريف نفسه لكل ما هو أمريكى.
لتكن المقاطعة لكل ما هو أمريكى هى الرد الشعبى على الاستفزاز الأمريكى بدءًا من المشروبات والوجبات السريعة وصولًا إلى جميع المنتجات، وسيجد المواطنون الشرفاء البدائل الأفضل فى الإنتاج المحلى أو إنتاج بعض البلاد المؤيدة للحق العربى.
ولنبدأ من الآن استخدام التعبير الواقعى عند أى حديث عن أمريكا فتعرف هذا البلد بالوصف الحقيقى الذى وضعها رئيسها فيه.. لا تقل أمريكا.. بل قل فى كل لحظة «العدو الأمريكى».