عباس الطرابيلى
هموم مصرية - الأمن والإرهاب.. وأعياد الميلاد
أعياد الميلاد للأشقاء المسيحيين ـ أرثوذكس وكاثوليك ـ على الأبواب.. وهى أعياد ـ بالذات عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية ـ يطيب لكثير من المصريين مسيحيين وملسمين الاحتفال بها.. ولكننا الآن نضع أيدينا على قلوبنا، خشية أى أعمال إرهابية قد يلجأ إليها المتطرفون لتعكير الأمن.. أو تنفيذ عمليات هدفها المزيد من الدماء، خصوصًا وأن الإرهابيين لم يعودوا يضعون فى اعتبارهم ضرب الناس فى المساجد، تمامًا كما نفذوا أعمالًا عدة ضد الكنائس، فالهدف هو ضرب الأمن، وانزال أكبر خسائر ممكنة بين البشر.. وحادث مسجد الروضة، فى شمال سيناء، خير مثال ضد المساجد.. وكذلك الكائدرائية البطرسية ـ بجوار الكاتدرائية المرقسية بالعباسية خير مثال لمخطط ضرب الكنائس.. ولا ننسى هنا جريمة ضرب كنيسة القديسين فى الإسكندرية.
<< وإذا كان المثل الشعبى الأصيل ينصحنا ويقول لنا «حرَّص.. ولا تخون» فإن تجاربنا مع الإرهابيين تدفعنا إلى أن «نحرص.. ونخوّن.. معًا».. ذلك لأن هدفهم هو ضرب وتدمير الدولة المصرية نفسها، وهذا هو حلمهم الأكبر.. ولا تقولوا لنا إن عملياتهم هى رد لما يقوم به الأمن.. إذ إن الإرهابيين هم دائمًا ما ينفذون عملياتهم بل إن إجراءات الأمن تأتى نتيجة لهذه العمليات ومطاردة للمنفذين فى محاولة للوصول إلى المخططين، داخل مصر، أو خارجها سواء كانوا يعملون فى دول الجوار.. أو ينطلقون من دول بعيدة.
<< ونعلم جميعًا كم يتحمل الأمن، ماليًا ونفسيًا، وتسليحيًا لكى يواجه هذه العمليات، وهنا يتساءل البعض: لماذا لا يتحرك الأمن إلا بعد أن تقع أى عملية إرهابية.. وهذا محض افتراء.. ذلك أن الأمن يحاول القيام بعمليات استباقية لإجهاض أى عملية إرهابية، أو تنفيذ أى ضربة تستهدف ليس فقط رجال الأمن، ولكن أيضًا المسيحيين فى كنائسهم.. والمسلمين فى مساجدهم..
وما مخطط الأمن «بزرع» العديد من الكاميرات لكشف أى محاولات إرهابية من خلال مراقبة هذه الكاميرات للمترددين، أو من يراقبون أهدافًا يطلبها الإرهاب إلا إحدى هذه الوسائل الهامة.
<< هنا هل نطالب بتكثيف العمليات الاستباقية ضد الإرهابيين.. أم يمكن أن تؤدى هذه العمليات إلى التحفظ على البعض دون وجود ما يؤكد ضلوعهم فى هذه العمليات أم أن الغاية تبرر الوسيلة.. أم أن الحل هو بث أعداد كبيرة من قوات الأمن حول المواقع الحساسة.. أو الأماكن التى يمكن أن تصبح هدفًا للإرهابيين. نقول ذلك رغم ما فيها من استنزاف أموال وأسلحة وبشر.. ولكن ما باليد حيلة..
والناس يطلبون ـ عمليًا ـ أن يكثف الأمن جهوده «قبل.. وليس بعد» أى عملية إرهابية.. بل الناس يحلمون بسرعة التحرك الأمنى، فى محاولة للقبض على الجناة ـ مهما كانت خبرتهم ـ حتى لا يهرب الجناة بما ارتكبوه، وما أبشع ما يرتكبون.
<< الأمن السابق للجريمة هو ما يطالب به الناس. وأعترف أن الأمن لم يقصر أبدًا فى هذا.. ولكن هل نضع رجل أمن وراء كل شىء يمكن أن يقوم بأى عمل إرهابى.. وإذا كان هذا صعبًا، أو مستحيلاً، فلا أقل من إعادة النظر فى تسليح رجال الأمن ليستطيعوا القيام بواجبهم، كما يجب. نقول ذلك ونحن نعلم نوعية وحجم وكمية تسليح الإرهابيين. وأن نمتلك غرفة عمليات متقدمة مزودة بطائرات هليكوبتر جاهزة للانطلاق لملاحقة المنفذين.. بل الناس ـ كلهم ـ يحلمون بالقبض على مرتكبى أى عملية وفورًا ولا نكتفى بمجرد التعبير القائل «وجارى البحث عن المنفذين».