رسم لوحته وظن أنها الأجمل علي الإطلاق ...
أراد أن يتحدي بها الجميع فوضعها في مكان عام وكتب فوقها
"من رأي خللاً ولو بسيطاً فليضع إشارة حمراء فوقه"
عاد في المساء ليجدها مغطاة باشارات حمراء تدل علي خلل هنا وهنا لدرجة أن اللوحة الأصلية طمست تماماً ...
ذهب إلي معلمه وقرر ترك الرسم لشدة سوئه .. فأخبره المعلم أنه سيغير العبارة فقط.. ورسم ذات اللوحة ووضعها بذات المكان ولكنه وضع ألواناً وريشة وكتب تحتها "من رأي خللاً فليمسك الريشة والقلم ويصلح " فلم يقترب أحد من اللوحة حتي المساء.. وتركها أياماً ولم يقترب منها أحد..فقال له المعلم كثيرون الذين يرون الخلل في كل شيء .. ولكن المصلحين نادرون.. هذه الحكاية تذكرني بـ "المشككون" من جماعة الاخوان الإرهابية لكل إنجاز يتم علي أرض الواقع حتي لو بلغ حد الاعجاز سواء في سرعة التنفيذ كما حدث لافتتاح قناة السويس الثانية أو من حيث ضخامةپالمشروع مثل مشروع الضبعة النووي الذي ينقل مصر إلي صفوف الدول المتقدمة فبعد انپوقعت مصر وروسيا منذ أيامپعلي العقود النهائية لإقامة محطة الضبعة النووية. ستكون مصر علي أعتاب مرحلة جديدة لتحقيق حلمها النووي الذي راودها لأكثر من نصف قرن. وذلك منذ إعلان مصر عن أولي خططها لإطلاق برنامج نووي طموح عام 1954 لكن المشككين بدءوا بالتشكيك والتخويف من بناء المحطة النووية علي الرغم من مزاياها المتعددة.پ
خلال العقود الستة الماضية. قطعت مصر شوطاً طويلا في سبيل تحقيق هذا الحلم. فبعد العديد من الاخفاقات. أصبحت البلاد علي بُعد خطوات من جني ثمار أولي محطاتها النووية ولكن مع مرور عقود طويلة علي بناء مصر للسد العالي. أحد أهم مشروعات مصر القومية الذي يتمتع بأهمية قومية وتاريخية كبيرة. يأتي السؤال الهام: ما الذي يعنيه إقامة محطة الضبعة النووية لمصر وشعبها؟
إنّ إقامة المحطات النووية المتطورة يضع الدول الوافدة للنادي النووي في مقدمة دول العالم المتقدم. من خلال المزايا الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية المرتبطة بهذا النوع من التطبيقات التكنولوجية. خاصة مع التقدم التكنولوجي الهائل الذي وصل إليه قطاع الطاقة النووية علي مستوي العالم.
ومن أكثر مزايا المحطات النووية وضوحاً هي قدرتها علي توليد الطاقة الكهربائية. حيث تبلغ القدرات الصافية لتوليد الطاقة الكهربائية في محطة الضبعة النووية4800 ميجاوات. وهو ما من شأنه زيادة حجم الطاقة الكهربائية المولّدة علي المستوي القومي. وبالتالي توفير طاقة اقتصادية لملايين المصريين. والأكثر من ذلك. زيادة قدرة مصر علي تصدير الطاقة في المستقبل. ودعم مكانتها الاستراتيجية التي تستحقها بالمنطقة.
وتجدر الإشارة إلي أنّ تأثير مشروع بهذا الحجم ستظهر آثاره حتي من قبل إقامة المحطة بوقت طويل فعلي سبيل المثال. يصل حجم المساهمة المحلية في إقامة محطة الضبعة لحوالي 20%. وهي نسبة عالية خاصة في دولة لم يكن بها أي محطات نووية من قبل. بل أنّ هذه النسبة مرشحة للارتفاع مع إقامة كل مفاعل من المفاعلات النووية الأربعة التي تضمها المحطة.
وخلال مرحلة الانشاءات فقط. سيوفر المشروع من 10,000 إلي 12,000 فرصة عمل للعمالة المصرية المدربة ومع بدء عمليات تشغيل المحطة وأعمال الصيانة المتنوعة. ستوفر محطة الضبعة النووية من 2500 إلي 3000 فرصة عمل للمتخصصين والمحترفين في هذا المجال.پ
وبالطبع ستصاحب عمليات التوظيف الواسعة التي يشهدها المشروع العديد من الفرص التدريبية والتعليمية وفرص تنمية المهارات والقدرات. لتأهيل جيل جديد من المصريين للعمل في هذا القطاع وستقوم شركة روساتوم الروسية. المقاول الرئيسي لمحطة الضبعة النووية بتنظيم العديد من البرامج التدريبية في مصر وروسيا لتحقيق هذه الأهداف وتضم هذه البرامج 2000 كادر مصري متخصص سيعملون في المحطة بعد إقامتها.
من ناحية أخري تنظم روساتوم عدداً من البرامج التدريبية المشتركة مع كبري الجامعات المصرية ومنها جامعة الإسكندرية حيث من المقرر أن يقوم حوالي 300 طالب مصري بدراسة العلوم النووية في روسيا خلال السنوات القليلة القادمة.
أما فيما يتعلق بالآثار غير المباشرة لمحطة الضبعة النووية علي التنمية الاقتصادية في مصر فإن إقامة هذه المحطة سيعمل علي تحفيز النمو في العديد من القطاعات الاقتصادية غير المرتبطة بشكل مباشر بالقطاع النووي مثل قطاع الانشاءات والمرافق والقطاع الاستهلاكي مع زيادة القوة الشرائية للمصريين وتشير التقديرات الأولية إلي ان حجم التأثيرات سيصل إلي 7 -9 مليارات دولار خلال الانشاءات الخاصة بالمحطة وحدها.
ومن المزايا الأخري للمشروع والتي تؤثر مباشرة علي قطاع السياحة المصري الذي يعاني من تحديات كثيرة حالياً هو تحويل المشروع لمنطقة الضبعة من منطقة لم تخضع للتنمية من قبل إلي مقصد سياحي هام ان العلاقة بين الطاقة النووية والتنمية السياحية هي علاقة متينة شهدتها العديد من المشروعات النووية السابقة مثل منطقة أنجرا دوس ريز التي أصبحت حالياً منتجعًا ساحليًا شرق البرازيل هذه المنطقة هي مقر المحطة النووية الوحيدة التي تمتلكها البرازيل والتي تعد في الوقت نفسه من أكبر المشروعات التي توفر وظائف في تلك المنطقة.
منذ بدء الانشاءات الخاصة بالمحطة عام 1971 كانت المحطة عاملاً رئيسياً في تحويل منطقة أنجرا دوس ريز من منطقة قروية عشوائية إلي منتجع سياحي كبير ومعروف مع مساهمة المشروع كذلك في تطوير الصناعات التقليدية والحديثة في المنطقة وهو ما انعكس علي مستوي معيشة السكان.
مع كل هذه المزايا مازالت جماعة الإخوان الإرهابية تشكك من جدوي وأهمية مشروع الضبعة؟؟!!