اللواء محمود زاهر
رأي في قضية قومية سياسة الإسلام لله
أرجو أن يستلهم القاريء مقدمة تلك المقالة استلهاما فكريا ..¢واعقالا سياسيا¢.. رغم ما سيبدو له الأمر ظاهره عقائديا دينيا صوفيا.. رغم أن العقائد أي كان ظاهرها وباطنها هي أساس ومحرك دوافع أي صورة من صور وأشكال السياسة.. وهذا يشمل الدين الحق وصوفيته أيضا.. فالذي أود التقديم به هو.. أن الله بكل أسمائه المعلومة وغير المعلومة هو.. واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .. وهو الأول بلا بداية والآخر بلا نهاية .. وهو الرب الأعلي والمالك لكل الملك والإله لكل من آمن به وأسلم إليه.. وآمن بملائكته وكتبه ورسله ولم يفرق بينهم .. وقال شاهدا.. سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير.. شاهدا بذلك علي يقين إيمانه بالموت والبعث والحساب والجنة والنار.. وأنا ممن شهدوا بذلك.. ويشهدون علي أن الله واحد والدين الذي أقره وأرتضاه واحد.. وأن كتابه بكل أرتاله واحد.. وبدايته كانت الكلمات التي أتمها آدم.. ونهايته الجامعة هي القرآن التام المتمم لكامل النعمة.. واؤمن بأن أهل ذاك الكتاب الواحد.. ¢وأرتاله¢.. والتي أحدثها زمانيا هي .. ¢رتل التوراة ثم رتل الأنجيل ثم القرآن¢.. هم جميعا مؤمنون بالله ومسلمون له.. ولكن.. قد أصابتهم جميعا آفة .. ¢التحريف¢.. ومرض.. ¢خيانة النسيان¢.. وفيروس.. ¢الذاتية¢.. وذلك إلا من رحم ربي وربهم وهؤلاء هم.. ¢ثلة أو قلة¢.. وهكذا صار الكتاب كتبا والدين أديان والمعتقد معتقدات.. فهل أمست سياسة الإسلام لله الآن.. ¢سياسات كلها مصابة بفيروس المرض وآفته¢.. نعم.. فما كان إبليس ليعد كذبا وهو بين أيدي الله سبحانه وتعالي.. وما كان كل ذلك ببعيد قط عن.. ¢من استوي علي العرش يدبر الأمر وهو العزيز الحكيم¢.. نعم.. بل هي مشيئة محكمة .. ¢لاختيار باختبار¢.. وهكذا السياسة وأي سياسة.. ¢اختبار واختيار¢.. اختيار بأسباب فقط أو اختيار بتوكل علي المسبب فقط.. أو اختيار بحق أسباب وتوكل يقيني علي المسبب.. وتلك هي السياسة التي تشملها وأهلها عناية الرحمن الرحيم.. حتي لو كان أهلها بهم من المرض قسطا.. ولله العلم والحكم..
وربما يسأل سائل فيقول.. بما إن الأمر كذلك كما سبق.. وبما أننا جميعا إخوة من أب واحد.. وبما أن مركبات صورنا مع اختلافاتها الظاهرية واحدة .. ومركبات دمائنا مع اختلاف احمالها واحدة.. وبما أن نظام تفاعلاتنا النفسية رغم اختلاف استلهاماتها واعقالاتها وإنتواءاتها واحد.. إلخ.. فما سبب ما بيننا من اختلافات..؟؟.. والإجابة المزدوجة ببساطة هي.. في نوعية وكمية وكيفية استلهاماتنا واعقالاتنا وانتواءتنا المتحكمة في أعمالنا البينية المتباينة .. وهذا الاختلاف أساسه هو حرص كل منا علي.. ¢أمن تواجده¢.. وهذا الأمن يحكمه قانون.. ¢سد الاحتياجات المادية والمعنوية¢.. وهذ السد يحكمه نوعية وكمية وكيفية العلم وأعرافه الثقافية والأخلاق بنوعيتها.. وما يحكم كل هذا هو.. ¢المعتقد¢.. أما الأمر الثاني في الإجابة والذي يشمل كلية الإجابة فهو.. أن الخالق هو من أراد ذاك الاختلاف كي تتحقق مشيئته وهي .. خلافة مشيئته بعلمية كل منا اختياريا وذاك هو الاختبار..
ويعود السائل فلا يسأل بل يقرر وكأنه يؤكد أن سؤاله ليس له اجابة فيقول.. ¢لن يفلح أي منا بعلمه القليل في استخلاف مشيئة الله¢.. خاصة إن احتسبنا عدة أمور هي :
1- أننا هبطنا إلي الأرض وكل منا يحمل العداء البيني البعضي
2- أن زينة زخارف الدنيا وتأثيرها علي آمال وطموحات ورجاءات أنفسنا المحكومة سعيا بقانون سد الإحتياجات المادية والمعنوية حرصا علي أمن البقاء.. ¢ستشعل العداء بأنفسنا¢.. وهكذا يصبح التئام الاختلافات مستحيلا.. ولا تنسي المال والبنون بتلك الزينة..
3- فإذا أضفنا التواجد الدائم والمستديم.. ¢لإبليس¢.. وعداءه المبين لنا جميعا.. وحرصه الشديد علي تعظيم وتعميق كل أسباب الاختلاف.. يصبح انعدام فلاحنا في استخلاف مشيئة الله.. ودرء العداوة.. وهجر الخلافات.. هو مجرد وهم وخيال بعيد المنال..
ورغم ظاهر منطقية جدل السائل .. تظل في أفق العلم اجابة .. جاءت في قول العليم الخبير الذي شاء وأراد أن تكون سياسة تواجد مخلوقه الإنسان ابتلائية .. أي .. ¢اختبارية اختيارية¢.. الذي قال.. ¢يا آيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير¢.. صدق الله العظيم "الحجرات/13" وبهذا القول أقر العليم الخبير النقاط الآتية :
1- أقر نسبنا الواحد.. وذاك يدل ويعني أن بيننا ليس مشترك واحد.. بل مشتركات.. وعلينا العمل لبلوغ إحقاقها.
2- أقر واقع الاختلافات بيننا.. وذلك بما تأسس علي اختلاف أماكن تواجدنا.. وتأثير كل مكان وزمان في جمعية ومسمي التواجد.
3- أقر سبيل الفلاح في ابتلائية تواجدنا واختلافاته.. أي .. ¢الفلاح في الخلافة¢.. فكان السبيل السياسي هو .. ¢التقوي¢ .. أي.. ¢الوقاية¢.. الوقاية من مرض الاختلاف ومستقراته السيئة.
4- أقر كيفية التحصن بالوقاية.. وهي.. ¢التعارف¢.. ويعود من كان يسأل ليؤكد ما قرره ..ولكن بصورة جدلية أكبر.. فيقول.. أنت تحدثني بمعتقدك وأنا لا أؤمن به فلدي معتقدي الأفضل .. كما أني أؤمن بفصل السياسة عن الأديان والمعتقدات التي هي.. ¢أساس الاختلاف والصراع¢.. وبما أنها لن تلتقي فهذا يعني استمرار صراع الاختلاف بل ربما تزيده عمقا وعداء.. ولذا.. إن شئت حديثا وتقاربا معي.. فحدثني بواقعية وفاعلية السياسة.. ¢واقعية تبادل المصالح¢.. واقعية موازين القوي.. فدون ذلك لن نصل إلي مشتركات.. أو أي حلول لما بيننا من اختلاف.. وعليك تقييم امكانياتك في مقابل إمكانيات الأخر.. بل واستحضار التاريخ والواقع.. بل وواقعك الذاتي وواقع كل من هم يدينون بمعتقدك عساك تتحسس سبيلك الأصوب للغد..
رحت أفكر فيما واجهني ومازال علي أرض الواقع يواجهني حتي يومي هذا .. "يوم الاثنين 18/12/2017" ثم استوقفت ذاك التفكير مؤقتا.. وبنية العودة له تفصيلا.. ورحت أفكر فيما طرحته عليه من علم سياسة وخاصة أسمي.. ¢التعارف والوقاية¢.. وكيف تقام الوقاية من صراع العداء الذاتي ومنظومة اختلافاته الفكرية العقدية السياسية علي .. ¢التعارف¢..
فالتعارف .. هو اقتراب.. والتقاء سمع وبصر وفؤاد.. استبيان صورة بتكاملية أفكارها العلمية والثقافية والتراثية سياسيا.. ¢استبيان متبادل¢.. حوار متبادل .. نراه ونتعلم به ومنه حين سياحة أسفارنا.. نراه في الزيارات واللقاءات المتبادلة.. نراه في الاعلام وكل ما نستقرؤه.. ¢وكل ذلك سياسة¢.. وكثيرا ما يأتي ذلك بتفاهم أعمق .. ورؤية أوسع وأصوب تصحح سياسيات وتقيم حميد ونفع العلاقات وتبادل المصالح كما تقول السياسة.. أي .. ¢تقيم وقاية¢.. وقاية من فساد وسفك دماء .. ¢وكل ذلك سياسة¢.. فماذا عن ذاك الذي لم ير ذلك كله واعتبره وهما وخيالا..؟؟
من الناس.. سواء كان فردا أو قبيلة أو شعبا.. من استطاع إبليس أن يحرف فكره فمعتقده فسياسته.. فاستحب هو ذاك التحريف والانحراف بصفات وسمات ذاته .. ¢فأسس لذاته سياسة مغلقة خاصة به¢.. سياسة تستوي وسياسة سيده وسيادة سماته.. سياسة غايتها هيمنة الاستحواذ علي كل ما تصوره له ذاته بأنه جزء من سد احتياجاته المادية والمعنوية باستدامة التأمين الضامن لذاك السد.. وصار بذلك قصد.. ¢تعارفه علي الآخر¢.. هو فقط استبيان نقاط ضعفه وماهية الثغرات التي يمكنه النفاذ منها لاستغلال ذاك الضعف الذي يعمل علي استمراره بل وانماؤه.. ¢وهكذا استقرت سياسته علي ذلك¢.. بل راح كشيطان انساني دولي ينشر سياسته مستخدما ما يستخدمه أستاذه.. ¢ابليس¢.. من مكر وخداع وخيانة.. ¢ووعود مكذوبة¢.. وحينئذ.. رحت أفكر في ذاك النمط الانساني وكيف ولماذا.. ¢تليفت سياسته هكذا¢.. أعتقد أن ذلك مرض اعتقادي ليس له من شفاء..؟؟
نعم.. فذاك المتليف اعتقاديا سياسيا.. ظن ثم اعتقد ثم راح فادعي أنه الأفضل .. نعم.. إن ذاك المغرر به والمغرور .. وذاك الغافل المغفل بخيانة نسيانه.. نعم نسيانه لما حق علي بعضه من سخط وخزي.. وصار انذارا وتحذيرا من الخالق سبحانه وتعالي وقوله الحق الذي يقول.. ¢يا آيها الإنسان ما غرك بربك الكريم . الذي خلقك فسواك فعدلك. في أي صورة ما شاء ركبك . كلا بل تكذبون بالدين¢.. صدق الله العظيم.. "الإنفطار/9" نعم .. انذار وتحذير بما حدث فعلا لمن كذبوا .. ¢وانقلبوا إلي صورة قردة¢.. أي.. نفسية انسان في صورة قرد.. إنه خزي عذاب شديد الألم .. والعجيب أن ذاك المغرور المغفل لم يتعظ.. بل بخيانة نسيانه وبما أوصله إلي الانحراف المعتقدي السياسي الباطل والمفسد.. ¢ظن أنه أفضل خلق الله¢.. وأحكمهم سياسيا بهيمنة استحواذه علي حق الآخرين.. وأنه بذاك التحكم الباطل سيجعل عالم الإنسان أفضل .. أفضل أمانا وسلاما.. ولكن .. منذ متي كان الأمان والسلام من مستهدفات إبليس وأوليائه..؟؟
معلومة تشهد علي كذب المغرور المغفل بخيانة نسيانه.. ¢وانحرافه¢.. هذه المعلومة تقول ان الله سبحانه وتعالي .. ¢كرم وفضل¢.. الانسان علي كثير من خلقه.. وهذا يعني أن هناك من خلق الله من هم أفضل بل وهم كثير أيضا.. وأن التقوي هي أساس التفضيل.. وأنها سبيل التطهر من الجهالة والظلم ومشتقاتهما من صفات إنسانية مثل.. الهلع والجزع والجدل.. والكنود والكفور.. إلخ.. ومن المعلوم المؤكد أن الأتقياء أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.. وعكس ذلك هم أولياء ابليس وشياطين حزبه من الانس والجن.. ولذا.. علي من شاء استبصار التقوي أن يعلم.. ويدرك.. ¢غاية ومستهدفات إستراتيجية ابليس وأوليائه السياسية¢.. الآن وليس بعد ذلك.. فهي تستهدف تواجده بعد استهداف تقواه..
في إطار استهداف الصهيونية .. ¢للتقوي والتواجد¢.. العربي الإسلامي.. وتحقيقها للبعض غير القليل من تلك المستهدفات بداية من عام 1668 ومرورا بعام 1917.. وتوقيعا عمليا عام 1948.. حل موعد استحقاق إنهاء القضية الفلسطينية باستحواذ صهيونية إسرائيل علي.. ¢كامل مساحة¢.. القدس الشرقية.. وتغيير هويتها العربية الإسلامية .. وجغرافيتها العربية.. وديموجرافيتها الي اليهودية.. ووضع المسجد الأقصي وكنيسة القيامة وحائط البراق.. "المسمي بحائط المبكي" تحت السيطرة الصهيونية الإسرائيلية اليهودية .. والعجيب المستنكر أن يجيء ذاك الاستحقاق الباطل والمزعوم..¢بقرار احادي أمريكي¢.. ليس له من شرعية قط.. ¢وهو ما أخرجه علي عالمنا الأن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية¢.. بتاريخ 6/12/2017.. وليس من العجب أن يصاحب ذاك.. ¢الصوت الكريه عرفيا¢.. ادعاء من أخرجه بأن تلك.. ¢العيبة الأخلاقية سياسيا¢.. هي التي ستحقق السلام في شرق الأتقياء العرب المسلمين.. ولذا ادعي .. ¢ذاك المعيب¢.. أنه سيرسل نائبه لحكام الشرق كي يفهمهم محل السلام من ذاك الإخراج السييء.. وقبل أن يصل النائب الي مقصده .. خرج السيد.. ¢تيلرسون¢.. بتاريخ 8/12/2017 ليعلن أن نفاذ القرار الصوتي لن يتم قبل عامين .. وتلك كانت أول.. ¢جرعة مخدر¢.. لكسب الوقت لنفاذ القرار.. أما النائب فكان يحمل معه شحنة المخدرات الكاملة..
ما أود التوقف أمامه .. ¢كرؤية تحليلية شخصية¢.. بعد تقديري ذات المستويات المتباينة لما حدث من ردود أفعال رافضة لما أحدثه رئيس أمريكا.. ¢صوتيا¢.. من لوث سياسي سلوكي .. هو .. ماذا سيقول نائب الرئيس الأمريكي لحكام الشرق.. أظنه سيقول بمنتهي جدية الكذب.. لقد تأكد لأمريكا أن الفلسطينيين غير قادرين علي اتخاذ قرار حل الدولتين.. فكل مرة أثناء تفاوضهم مع الاسرائيليين يتعنتون بمطالب متصلفة.. وحين يتم عدم قبولها .. يغادرون طاولة المفاوضات دون أدني احتساب للزمن وفقدانه وما يخسرونه علي أرض الواقع الذي لن ينتظر غفلتهم .. كما أن جمعية حكام الشرق غير فاعلين في دفعهم للأمام .. ولذا.. ومن حرص أمريكا علي السلام وتنفيذ قرارات مجلس الأمن وجمعيته العامة وكذا هيئة اليونسكو.. والتي بلغت حوالي خمسين قرارا.. ¢لصالح الفلسطينيين¢.. أراد عدل أمريكا وحكمتها ممارسة شيء من الضغط علي الفلسطينيين حتي ينالوا حقهم ويعم السلام.. وعلي حكام الشرق أن يدعموا القرار الأمريكي.. حتي تعود المفاوضات وينتهي الأمر بالسلام للجميع..!!؟؟
والسؤال الآن .. ماذا بعد ما سبق من هراء سياسي لا يعبأ به أصغر شيطان صهيوني.. ¢لأنه لا يعوق تحركه العملي علي أرض الواقع¢.. مع التأكيد علي أن إستراتيجية الشياطين تحمل مستهدفات أخري..؟؟
وإلي لقاء إن شاء الله
ملاحظة هامة
الاستعاذة بالله من الشياطين .. تحتاج لتقوي عملية..!!