الأخبار
محمود عطية
من باب العتب - الطلاق دائما ما يبدأ بالزواج..!
د. محمود عطية
12/21/2017 8:26:06 PM 129 د. محمود عطية
من باب العتب
ومع ذلك يوميا يتخذ ملايين الشباب حول العالم قرارات الزواج دون تبصر بعاقبة الطلاق.. فغالبا ما يتم اتخاذ قرار الزواج تحت تأثير ظروف ليس لها علاقة بالزواج.. فمثلا يمكن أن يتخذ القرار للتخلص من إلحاح الرغبة والعزوبية أو خوفا من كبر السن أو حتي تأثير تعويض فقدان حنان الأم أو للرغبة في استعادة عطف وحنية الأب المفقود.. فيصبح هنا الزواج لإشباع تعويض وبحث عن أم بديلة أو أب جديد حتي نظل أبناء لا نتحمل المسئولية.. التفكير تحت عباءة الماضي يجعلنا لا نفكر بطريقة من يبحث عن شريك حياة حقيقي.. لكن بطريقة من يريد إعادة الماضي في صورة مريضة وتجاربنا تقول الماضي لن يعود أبدا.
ففي قرارات الزواج نحن لا نبحث عن علاقة غرام رومانسية.. فالتفكير الزواجي غير التفكير الغرامي والوقوع في براثن العيون والنهود أو الرجولة الزائفة.. فعالم الغرام غير عالم الزواج والأعباء والأولاد ففي عالم الحب والغرام الغرائز تمحو الآثام والخطايا ونغفر كثيرا حتي يبدو العاشقان ملائكيين في تسامحهم ورومانسياتهم التي تحجب رؤية الأشياء علي حقيقتها.
أما في عالم الحقيقة، أي عالم الزواج يعود كل شيء لبشريته فتبدو نواقصنا عفية داخل أسوار الزواج المقدس.. فلا تترك خردلة تمر في عالم الزواج دون تقصي وتحقيق وقليل فيه ما تغفر الخطايا كما كان يحدث أيام عالم الغرام.. حتي قيل »الناس نيام فان تزوجوا صحوا وبدت سوءاتهم»‬.
المنطقي حين الدخول في شبكة العلاقات الزوجية أن نتقصي التجارب الفاشلة.. ونتساءل غير هيابين لماذا يتم الطلاق سريعا خاصة بين العاشقين الولهانين حتي ولو لم يظهر علي الأوراق الرسمية.. ويتم بعد قصة غرام تشهد بها عوالم التواصل الاجتماعي ومن بعد أرصفة الشوارع وكافيهاتنا الحديثة!
وحين نبحث عن الإجابة نحتار بين العديد من التبريرات للطلاق المقنعة وغير المقنعة في كثير من الأحيان.. وغالبا ما يفشل الزواج لاختلاف اللغات واللهجات بين عالم الغرام وعالم الزواج.. وندرك أخيرا أنه كان علينا التحدث بلغة الزواج في عالم الزوجية لا بلغة العاشق لأنك ستصبح مثل من ذهب للصين يتكلم العربية.. طبيعي لن يفهمه أحد.. ولو استمر في ذلك لن يطيقه أحد.. ولو استعان بكتاب ترجمه صيني ونطق كلمة أو كلمتين سيفهمه الجميع.. وللأسف وفي عصورنا الحديثة نجد كتالوجا خاصا بالتشغيل والصيانة لكل شيء نشتريه حتي القميص تجد تعليمات الغسيل والكي عليه.. إلا الزواج لا نجد كتالوجا أو تعليمات خاصة خلف قسيمة الزواج ولا اهتمام بغير الشقة و»‬القايمة» التي عادة تزرع بذرة الطلاق.
ولا أحد يسأل نفسه سؤالا صريحا لماذا نتزوج؟!.. وكيف ينتقي العاشقان بعضهما.. ونجد غالبا الرجل يرغب أن يكون الأول في حياتها كأنه يركب سيارة علي الزيرو مع أنه لا أحد يرغب في الارتباط برضيعة وهي الوحيدة التي يمكن أن نجزم أنها ع الزيرو.. وهي تريده خبيرا لتشعر أنها اقتنصته من بين النساء.. ويظل السبيل الآمن لعدم الطلاق بداهة عدم الزواج من باب الغرام..!

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف