الدستور
صفوت البياض
الكوارث الطبيعية سُنّة كونية
يظن غير العلماء أن الزلازل والبراكين والفيضانات فى سائر دول العالم مرتبطة بنوعية البشر، وكأنها لعنات من غضب المولى، فى حين أن المتتبع للكوارث الطبيعية حول العالم، يكتشف أنها غير مرتبطة بعقيدة أهل هذه المناطق أو ديانتهم، بل مرتبطة بموقع البلاد، فالمغرب مثلًا هو أكثر الدول تعرضًا للكوارث الجوية المتكررة بسبب موقعها الجغرافى.
ومن يكررون الدعاء على دول بذاتها مرددين الدعوات بالأمراض والأوبئة، لا يدركون أن الأمراض مصدرها سوء الغذاء وتدنى مستوى النظافة، وتأخر أساليب العلاج وقلة الدواء أو ندرته ومستوى المعرفة وتأخر المعرفة، والدليل على ذلك أن قادة الدول التى تنادى باللعنات والأوبئة يتوجه حكامها وأغنياؤها إلى الدول التى يسخطون عليها ويدعون عليها ليلًا ونهارًا. وأهم ما يرجونه فرصة للعلاج فى الخارج «الغرب»، الذى يلعن مع دقات الساعة. ومن لا يستطيع السفر للعلاج يتمنى بعضًا من الدواء الحر الذى لا يقيد بشهادة طبية.
صحيح أن دولة مثل الولايات المتحدة، وهى جغرافيًا ليست مجرد دولة، بل قارة بأكملها تحاط بالمحيطات والأنهار والغابات والجبال، مكونة من خمسين ولاية ولنقل خمسين دولة، تتعرض بعض أجزاء منها إلى أعاصير ورياح شديدة وهزات أرضية فى بعض أجزاء من هذه الولايات، ولكن الفارق أن لديهم من الأجهزة المتقدمة التى يعرفون بها التفاصيل المناخية لمدة عشرة أيام أو أكثر، ويستطيع أى إنسان أن يعرف سقوط المطر فى أية ساعة من اليوم الذى تسقط فيه الأمطار، ومدة سقوط المطر ودرجة شدته، وتنقل هذه المعلومات لكل فرد على تليفونه المحمول، محددين زمن هطول المطر أو السيول، وليس فقط النداء والتحذير وطلب إخلاء المنازل والمدة التى يستمر فيها سوء المناخ، بل تنتشر مجموعات من رجال ونساء الشرطة لإخلاء المنازل قبل أن يبدأ الحدث، ولذلك فإن الخسائر فى الأرواح تقترب من الصفر.
أما الجميل فى وسط هذه الكوارث الأرضيّة والمادية، فهو روح التعاطف والتآخى والإنقاذ والتعويض، ولا تمضى أيام بعد الحدث إلا وترجع الأمور إلى أفضل مما كانت عليه دون مشقة أو تعثر فى الإجراءات أو ترقيم المضارين وفقًا لشدة حالتهم أو انتظارًا للعون والمدد.. أما ما هو خارج عن النسق وبعيد عن اللحن حين يميل من يسمع أو يقرأ لمن نشزت أصواتهم وتعثرت أقلامهم ممن ربطوا الأحداث الطبيعية بالعقائد الدينية وهم قلة، إلا أن مبدأ خالِف تُعرف وأحقادهم وكراهيتهم لكل من حولهم من شركاء الوطن تصدع رءوسهم باللعنات والسُّباب فى المغايرين لهم سواء كانوا جيرانهم أو مشاركيهم فى العمل والإقامة بسيول من الدعوات السلبية غير مدركين أن الله سبحانه لا يستمع لهذه الأصوات الناشزة، ولكن يسمع دقات القلوب قبل صياح ألسنة معوجة بسب ولعن، غير مدركين أن مثل هذا السباب لا يستجيب له المولى سبحانه، ولكن هذه الصيحات تعود ثانية إلى مصدرها، والمثل البلدى يقول «السلع المعيبة تعود إلى صاحبها»، وهكذا كل كلمة شريرة لا يستجيب لها الله، بل تعود إلى مصدرها.
الرئيس الشرفى للطائفة الإنجيلية بمصر
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف