الوفد
السيد الغضبان
دماء علي جدران السلطة
في دفاعه الممتد لعشرات السنين عن «الإسلام» بالكشف عن جوهر هذا الدين وإزاحة ركام الخرافات والمغالطات التي شوهت هذا الدين، أصدر الأستاذ رجائي عطية أحدث كتبه «دماء علي جدار السلطة».
وكعادته التزم الرجل بما عرف عنه في كل ما كتب. التزم بتقديم الوثائق التاريخية، والتي تثبت أن «الخلافة» ليست من مكونات العقيدة الاسلامية الصحيحة، وأن دعاوي «الخلاقة» كانت الذريعة التي توارت خلفها أطماع الساعين للسلطة منذ بدأت هذه الدعاوي أيام معاوية بن أبي سفيان، وبالأدلة الثابتة استعرض له التاريخ الدموي للطامعين في تولي السلطة تحت راية «الخلافة الإسلامية»..
هدم هذه الفكرة الشيطانية وفي هذا التوقيت بالذات هو أفضل دفاع عن الإسلام في مواجهة الإرهاب الذي ابتدع هذه الادعاءات الكاذبة ومارس ارهابه الدموي باسم الاسلام.
وفي تصوري، فإن هذا الكتاب يمثل خط دفاع منيعا ضد هجمات الارهابيين اذا أحسنا استخدامه، وأري في هذا السياق أن تصدر طبعة شعبية تضم مقدمة وخاتمة هذا الكتاب وفيهما خلاصة فكرة الكتاب مع «نماذج» من التاريخ الدموي البشع للصراع علي السلطة باسم الخلافة، وأن يتاح هذا الكتاب في نسخته الشعبية هذه للشباب في كل مراكز ومؤسسات الدولة لمراكز الشباب والأندية الرياضية وأن يكون في مكتبات المدارس بأعداد مناسبة وتجري المسابقات للقراءة الحرة للشباب حول هذا الكتاب وأمثاله. فهذا هو خط الدفاع الفكري والأقوي لتجفيف منابع الارهاب.
وقد استوقفني منذ أيام خبر ترشيح الأزهر الشريف للأستاذ رجائي عطية لينال جائزة النيل، فقد أثبت الأزهر الشريف بهذا الترشيح أنه المؤسسة التي تتحمل مهمة الدفاع عن صحيح الاسلام، فكتابات رجائي عطية ـ وما أغزرها ـ تكرس أكثرها لهذه المهمة منذ سنوات، ولو أنصفنا الرجل لنال هذه الجائزة من سنوات، فالعشرات من كتبه كل منها يستحق وحده هذه الجائزة.
ويكفي أن نعرف أن مشروع الرجل لتقديم «عبقريات العقاد» برؤية تكشف جوانب من عبقرية العقاد التي استخدمها لإبراز عبقرية الشخصيات الاسلامية التي تمثل رموز التنوير في زمن كان العالم غارقاً في ظلمات الجهل، هذا الجهد الخارق يكفي وحده ليضع رجائي عطية في موقع متقدم من المفكرين الذين تصدوا للدفاع عن صحيح الإسلام، كثورة إصلاحية مستمرة هدفها توفير الحياة الحرة والكريمة للبشر، كل البشر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف