المصرى اليوم
نيوتن
ديمقراطية أمريكانى
ترامب.. توعد الرجل كل دول العالم. تهديد صريح وجهه للدول التى تنوى التصويت ضد القرار الأمريكى فى الأمم المتحدة. بخصوص وضع القدس. هدد بوقف المساعدات عن هذه الدول.

مارس نوعاً جديداً من الفجاجة السياسية. الكلمة الإنجليزية «vulgarity». قال الرجل: «من يأخذ أموالنا ولا يقف فى صفنا لا يلزمنا». ابتزاز صريح. بلطجة تتنافى مع كل مبادئ السياسة. تتعارض مع الديمقراطية التى تتحدث عنها أمريكا ليل نهار. تدعى الدفاع عن ديمقراطية الأفراد داخل أوطانهم. فى الوقت نفسه تنكر على الدول الحق فى إبداء الرأى.

مندوبة الولايات المتحدة فى منظمة الأمم المتحدة قالت إنها سترصد أسماء الدول التى ستصوت ضد قرار الرئيس الأمريكى. تتعامل مع دول العالم وكأنهم فى فصل مدرسى. قالت إنها ستبلغ أسماءهم لناظر المدرسة مستر ترامب. تهديد مباشر للدول التى لا تنصاع للإرادة الأمريكية. ستتعرض جميعاً لعقوبات اقتصادية.

معنى هذا أن أمريكا تستخدم الديمقراطية كحجة تتدخل من خلالها فى شؤون البلاد الأخرى. فهى لا تتقبل أن يحكم بلد نفسه. لذلك افترضت أن لديها ترخيصا بالهجوم على العراق وتدميره عام 2003. بتهم ملفقة كوجود أسلحة كيماوية. لم تقدم بعدها اعتذاراً للإنسانية عن فعلتها.

تركت للعراق دستوراً يكرس للعنصرية. فتح الباب بعدها للحروب الأهلية. تكرر الأمر نفسه مع ليبيا. ما أكثر الدول التى تعانى الأمرّين بسبب التدخل الأمريكى فى شؤونها!.

الديمقراطية عند الأمريكيين لا تقوم على مبدأ. هى مجرد نظام. مثل نظام المرور. أنت تحترم نظام المرور حتى تضمن انسياب حركة الشارع. لا تحترمه فى ذاته. هو ليس عقيدة. مجرد نظام.

هى كذلك بالنسبة لأمريكا. الديمقراطية لديهم أمر مختلف. أوضحها ترامب تماما فى هذا الموقف. نظام وضع لتخترقه أمريكا فى أى لحظة وبأى مبرر. بحجة الشرق الأوسط الكبير. بحجة الإنعاش الاقتصادى. بحجة محاربة الإرهاب. من هنا سعت لتجنيد الدول الإسلامية لتحرير أفغانستان. الهدف كان روسيا وروسيا فقط. لم يكن الهدف أبدا أفغانستان أو الدول الإسلامية.

نتيجة لهذا التوظيف الانتهازى للديمقراطية خرجت علينا كل الأمراض. أولها كان «القاعدة». بعده «داعش» ومثيلاته. ما تفعله أمريكا هو الغذاء الرئيس لمن يتبنون الفكر الإرهابى.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف