الأخبار
محمد عبدالوهاب
كل سبت - اليمن والعم سام

اليمن اصبح يواجه مصيرا مجهولا واكثر غموضا من اي وقت مضي بعد اغتيال علي عبدالله صالح الرئيس اليمني السابق والرقم الصعب في معادلة الحلول السياسية في اليمن وعملية التصفية التي تعرض فيها صالح لخيانة من اقرب رجاله بدعم واضح من المخابرات الايرانية والنظام القطري وضع اليمن في مفترق طرق ومصير اكثر المتشائمين يتوقع ان تتحول معه الاراضي اليمنية الي ساحة لحرب مفتوحة تزيد أكثر من 28مليون يمني جوعا ومرضا ويبعد اي حلول سياسية مرتقبة في ظل حالة الانفلات الامني الذي صاحب دعوة صالح الي الانتفاضة ضد الحوثيين وطردهم من صنعاء واستعادة المدن اليمنية من سيطرة التنظيم الارهابي الموالي لطهران وتبعه مواجهات مسلحة بين الحوثيين وانصار صالح من اعضاء حزب المؤتمر.
وكانت اليمن علي وشك التخلص من ارهاب الحوثيين لكن جاء اغتيال صالح المعروف بتقلباته ومواقفه المثيرة للجدل وفقا لحسابات المكسب والخسارة ليزيد الامور تعقيدا فقد كان التحالف العربي مساندا لصالح بعد انقلابه علي الحوثيين شركائه للخروج من الازمة اليمنية التي تكلف السعودية يوميا اكثر من نصف مليار ريال وتعرضت اراضيها الي الاف القذائف من الحوثيين ووصلت للصواريخ الباليستية.
الحوثيون يدركون جيدا ومن ورائهم ايران ان مقتل عبدالله صالح ليس نهاية المطاف بل زاد اعداءهم داخل وخارج اليمن.. الحوثيون وداعموهم في طهران باتوا الآن في موقع أقوي وقَتلهم للرئيس صالح واستعادتهم لمعظم المواقع التي كانت تحت سيطرة قواته في صنعاء لكن بات الحوثيون اقدر علي الحسم علي الارض لان الشعب اليمني غير قادر علي المواجهة منفردا وبات الحل السلمي هو الامل او ان يدخل التحالف العربي في مواجهة حاسمة اخري تتضاعف فيها الخسائر او ينتظر الجميع ما ستسمح به واشنطن لان قواعد اللعبة مازالت في البيت الابيض وهل يكون تدخل واشنطن بالحل في اليمن وسوريا لتهدئة ثورة العرب علي قرار ترامب بنقل السفارة الاسرائيلية للقدس وما تبعه من فيتو علي القرار المصري بمجلس الامن؟ هذا ما ستكشفه الايام فماذا سيفعل العم سام؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف