كل الناس تتمنى ألا يكمل ترامب فترة رئاسته الأولى. أرفض هذه الأمنية تماما. أتمنى استمرار ترامب. ليس حبا فيه. لكن خوفا من نائبه مايك بنس إذا جاء بعده.
بنس معروف بأنه يمينى متطرف. صهيونى منحاز لإسرائيل. خطابه السياسى ظهرت فيه هذه التوجهات بشكل فج وصارخ.
أمريكا لديها سفراء نابهون. عندما تقرر إلغاء أو تأجيل زيارة نائب الرئيس الأمريكى مايك بنس إلى الشرق الأوسط قبلها بأيام. كانت مقررة الأربعاء الماضى. فهذا معناه أن سفراءه أبلغوه بما سيجده فى هذه الزيارة حتى لا يفاجأ. لم تلغ الزيارة بسبب الفيتو الأمريكى فى مجلس الأمن. ألغيت بسبب قراءة مزاج الشعوب والقادة فى الشرق الأوسط. تحديدا الدول التى كان مقررا أن يزورها بنس. مصر وإسرائيل وفلسطين. عرف أن شيخ الأزهر لن يقابله. عرف أن البابا تواضروس لن يقابله. وكذلك الرئيس الفلسطينى وقيادات كنسية فى القدس. خاصة أمين مفتاح كنيسة القيامة. كل ذلك بعد القرار الأمريكى المنفرد بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
هنا راجع الرجل نفسه. ألغى الزيارة. أو قام بتأجيلها إلى أجل غير مسمى. هو بذلك أراح واستراح. أزاح عن نفسه هم الزيارة. وأزاح الهم نفسه عن قيادات كثيرة كانوا سيضطرون لمقابلته. بحكم مناصبهم.
هذا معناه أن السفراء الأمريكيين لا يزيفون الواقع. ينقلونه مع قراءة دقيقة للمزاج العام فى المجتمعات المبعوثين إليها.
أخبروا نائب الرئيس بأن هذه الزيارة فى غير محلها الآن. نعم تم تبرير التأجيل لأسباب داخلية تتعلق بمناقشة قوانين مهمة فى الكونجرس. قوانين الضرائب الجديدة. إلا أن الحقيقة أن الرفض الشعبى والمؤسساتى لاستقبال نائب الرئيس. كان سيضع الولايات المتحدة كلها فى حرج أمام العالم كله. ستعرف أنها دولة غير مرغوب فيها. تصرفاتها ستنقلب إلى رفض سلمى لمبعوثيها. لم تعد الولايات المتحدة طرفا فى عملية السلام بين الفلسطينيين والصهاينة. أصبحت طرفا منحازا. بعد أن اتخذت قرارا منفردا لصالح إسرائيل.
جاء الاعتذار عن استقبال نائب الرئيس الأمريكى. هو أقل رد على هذا القرار. والسفراء الأمريكيون فى دول الشرق الأوسط عبروا لإدارتهم بأمانة عن المشاعر العربية تجاه الولايات المتحدة بعد هذا القرار.
بعدها جاء رفض آخر أكثر إيلاما من الأمم المتحدة. لم يقف مع القرار الأمريكى غير دول تسع. هى أمريكا وإسرائيل. بالإضافة إلى دول سبع أشبه بجمهوريات الموز.