محمد سيد ابراهيم
العمارات المائلة .. وكوارث أخري متوقعة
بتحد صارخ لأصول وقواعد البناء ودون التفات حتي لمغزي الاعجاز الالهي لزيادة تعمق جذور الاشجار في الأرض كلما استطال جزعها.. جاء المشهد الدراماتيكي الفريد والمثير لاستناد عقار من 13 طابقا مائلا علي المقابل الذي يعلوه بأربعة أخري عبر شارع يقل عرضه عن خمسة أمتار بالاسكندرية بعد ان تخلي عقار مجاور قديم عن مساندته بالجنب بعد انهياره ليتركه موحلا بأساسه الضعيف في مياه صرف تخللت التربة شبه الجيرية من تحته من جهة الشارع خلخلت مرتكزاته الواهية.. مشكلة هذا المشهد الدرامي النادر بين متعوس وشبه خائب رجاء ومكونا لأحد اطراف الغرائب التي تناقلتها وسائل الاعلام العالمية منفردين بها وضاربين بحيثياتها كل الأصول والقواعد الهندسية.. ليتكرر مرة أخري في محافظة الجيزة ليواجه سكان العمارات والعمارات المجاورة أجواء الرعب والكارثة.
أما قمة الاعجاز الالهي في الرحمة بعباده لهذه المهزلة العجيبة فتتمثل في تدرج عملية ميل العقار المستند ما سمح لسكان المنطقة بمغادرتها دون خسائر رغم استحالة ضمان ذلك أو النجاة منه مستقبلا في ظل امكان حدوثه وبكثرة بعد تعدي المباني التي تمت تعليتها بلا ترخيص للمليونين بريادة واضحة لعروس البحر سابقا بعد أن تفشي الفساد واستحل تعاملاتنا وأعمالنا في معظم المجالات بحثا عن التربح المسعور وبأي ثمن وبغفلة مقصودة أو استغفال بات لتشريعاتنا العقيمة واجراءاتها المهلهلة وحدوثها بمدننا وليس بصحارينا.
كما تنضم لها قائمة أخري أكثر خطورة تتمثل في العقارات القديمة شبه الخالية والذي يعطل التشريع القديم اصلاحها أو الافادة منها لوجود مخلفات أثاث لوريث أو بعض ورثة مستأجرين قدامي غير مقيمين بها لتتحول مئات الآلاف من المباني خيالات مآتة أو أشباه مقابر مجنزرة رغم تعدي معظمها لعمره الافتراضي وتقبع بيننا هي والملايين السابقة مهددة آلاف الأرواح لو فاجأها أحد زلازل تسعينيات القرن الماضي.
والغريب ان التحقيقات لم توصلنا بشيء مع المالكة الصورية للعقار أو كبش الفداء "الكاحول" أي خلل أو المغطي علي المخالفات كمحلل الطلاق أو البديل في السجن وبمقابل بعد ان كانت تتم قديما في خلسة باستغلال احد الاسماء القريبة وأدت لهروب زوجة تم الزج باسمها في السابق دون أن تعلم وللأسف لم ننتبه لتلك الثغرات رغم تعددها بينما فلسع بالغنيمة مالك الأرض والمقاول وخرج مسئولونا كالشعرة من العجين سواء بالرحيل عن المنصب أو تواجد المخالفات جاهزة بالأدراج محصنة لتبرئتهم بصعوبة التنفيذ.
ويتمثل الاعجاز الأخير للواقعة السابقة في نجاح اساتذة الانشاءات والهيئات الهندسية في عملية فض الاشتباك دون انهيار يودي بالمباني المحيطة بالاعتماد علي كيفية ارجاع مركز ثقل المبني المائل "C.G" للخلف بإزالة أثاث الطوابع العليا وهدم حوائطها أولا من أعلي إلي أسفل وبالتالي تراجع تلامس المبني المائل عن المقابل ليستمر الهدم من أعلي لأسفل دون خوف بعد ذلك.