الجمهورية
فريد إبراهيم
الطريق معروف
من أراد أن يخرج علي المعادلة الكونية في الحصول علي الحقوق أو حتي غير الحقوق فلن يجد إلا وهماً وخيالات يصحو منها علي واقع مؤلم وللأسف فنحن في عالمنا الإسلامي والعربي نعيش هذه الحقيقة.. ننتظر من الآخرين أن يأتوا إلينا ويمنحونا حقوقنا أو أن ننام ونصحو فنجد حقوقنا ردت إلينا.
والمعادلة الكونية تتمثل في انه علي قدر القوة.. علي قدر تحقيق الأهداف فالحق أياً كان والعدالة نفسها أياً كانت إن لم تحمهما قوة فلن يكون لهما صدي فالناس لا تعرف إلا لقوة وإذا كان العالم لديه قانون دولي ينظم الحياة بين الدول والشعوب فإن الأقوياء هم من وضعوا هذا القانون وهم من يخترقونه دون أن يوقفهم أحد وهم من يمنعون تنفيذه بما وضعوه لأنفسهم من امتيازات.
ومن هنا فالعالم العربي لا يجوز له أن ينتظر من أمريكا في تعاملها معه إلا ما يليق بقوته ومكانته في هذه الدنيا بعد أن ألقي بكل أوراق القوة التي بيديه في سلة المهملات.
وعليه فإن الضجيج حول قرار ترامب نقل السفارة الأمريكية إلي القدس لن يزيد ترامب سوي مزيد من الطغيان والعبث بمكانة العرب والاستهانة بهم لأنه رجل لا يعرف إلا القوة ومادمنا لا نستطيع حتي استخدام امكانات الضعفاء التي قد تعينهم في صد أعدائهم فلن يتغير أي شيء إن لم يزداد تراجعنا.
التاريخ الطويل لمدينة القدس بل للعالم يؤكد ما نقول فعلي قدر وصول المدافع علي قدر ما يحصل المتحاربون علي مناطق نفوذ فهل نعي هذه الحقيقة؟
وهذه الحقيقة لا تعني انني أدعو للحرب والتي هي ضرورة في بعض الظروف وانما أدعو إلي أن نعيد ترتيب أمورنا ونعود إلي أنفسنا بحيث يدرك أعداؤنا اننا فعلاً مستعدون للحرب حتي ولو متنا جميعا فإذا ما شعروا بذلك وقفوا منا موقف الاحترام كما يقفون مع كوريا الشمالية التي تعامل أمريكا بمنطقها ومنهجها وقد صدق رئيسها عندما قال: لست علي استعداد أن تكون بلادي كالعراق وأكون كصدام في رسالة شديدة الأهمية تؤكد ان التراجع يدفع إلي مزيد من التقهقر ينتهي بصاحبه إلي الضياع التام.
ان الأمريكان لا يعبأون بما يحدثه قرارهم من تغذية للفكر الجهادي لأنهم يعرفون كيف يوجهون هذا الجهاد لصالحهم ويوجهون المجاهدين لأن يتحاربوا فيما بينهم وهم يتفرجون بإيهام هؤلاء المجاهدين ان عليهم تحرير بلادهم أولاً ثم الاتجاه للعدو ثم يدفعونهم إلي تكفير بعضهم بعضاً ليدخلوا في دائرة لا تنتهي من الصراع وإذا كان الله سبحانه وتعالي أخبرنا بأنه لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم فكيف بالله علينا نسعي إلي تغيير ونحن علي خوفنا وخنوعنا عاكفون.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف