يحكون عن التتار وجنودهم في عز مجدهم.. قبل أن ينتهوا وتنتهي قصتهم..كان الجندي منهم يقابل عشراً من جُند المسلمين فيطلب منهم أن يلقوا سيوفهم ويقيدوا بعضهم بعضا فيفعلوا..واحد فقط منهم كان يستطيع قتله.. لكنها الهزيمة النفسية!! كانت المرأة من التتار تدخل على بيت من البيوت فتقتل من فيه بدون مقاومة تذكر..هم يعرفون أنها أمرأة وأنها ضعيفة .. لكنها الهزيمة النفسية!!..كان التتار ينتصرون في ديار المسلمين قبل أن يخوضوا معاركهم..وكان ضحاياهم ينهزمون قبل أن يصلوا إليهم..طريقتهم في القتال وفي التدمير أفزعت القلوب.. شرهم كان يسبقهم في الوصول إلى البلاد التي يستهدفونها..وماكان سبباً في إنتصارهم على المسلمين كان هو السبب ذاته في إنتصار المسلمين عليهم لاحقاً في حرب مشهودة..الهزيمة النفسية هزيمة مزلة وإنتحار ذاتي.. وهم كبير يشتريه الانسان من عدوه فيسد عليه كل المنافس والمنافذ فيخر جثة هامدة.. لهذا صارت الحرب النفسية أخطر أنواع الحروب..حرب موجهة ضد النفس الانسانية وأحياناً ضد الانسانية ذاتها..حرب علمية ومخططة والفكرة الأساسية فيها أن النفس موصولة بأحبال السلوك..إذا إرتفعت النفس إرتفع السلوك.. وإذا هبطت هبط معها..وإذا أردت أن تسيطر على السلوك وتوجهه كما تريد سيطر على النفس بداية.. دائماً الانتصار يبدأ من عند النفس.. والهزيمة تخرج من تحتها..وتظل النفس دائماً هي الحائط الأخير الذي يستند عليه الانسان عندما تلاحقه الهزائم وتبدأ حصونه في الانهيار، إما أن تنهار به الحائط فيدفن تحت ركامها.. وإما أن يرتد مرة أخرى من الحائط بنفس ترفض الهزيمة وتقرر الانتصار..ولا يوجد بديل ثالث...