الأخبار
جلال دويدار
خواطر - أغلبية الجمعية العامة تتحدي تهديدات وابتزاز وتهور.. ترامب
افلاس سياسات الرئيس الأمريكي ترامب تشهد له بأنه اسرائيلي الهوية والهوي. هذا الاتهام الدامغ تؤكده قراراته ومواقفه لدعم ومساندة اسرائيل المتمردة علي الشرعية الدولية. إنها تتعارض وتتناقض إلي جانب عدم شرعيتها الدولية مع القيم والمباديء الاخلاقية وكذلك المصالح التي يجب أن تحكم تصرفات وسلوكيات الدول المحترمة. هذه القيم اصبحت تفتقدها امريكا دولة القطب الواحد التي ينص دستورها علي تقديس حرية الشعب. بينما رئيسها وسياستها للاسف يتعمدان انتهاك كل ماله صلة بهذه المبادئ من أجل عيون الصهيونية العالمية واسرائيل.
هذه الحقيقة الدامغة يفضحها قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل. ليس هذا فحسب ما اقدم عليه وانما لجأ إلي ابتزاز وتهديد دول العالم لمنعها من الوقوف إلي جانب الحق والعدل في الجمعية العامة للأمم المتحدة بمعارضتها لهذا القرار. لاتوصيف لهذه التصرفات سوي أنها تطبيق للأساليب التي يتبناها زعماء العصابات والتي كانت وراء تأسيس ربيبته اسرائيل.
تنفيذ هذه التهديدات المجنونة بقطع المعونات سوف تلحق افدح الأضرار بمصالح امريكا قبل الدول المستهدفة المؤيدة للشرعية والقيم الاخلاقية. هذا السلوك يعكس مدي السقوط الاخلاقي للرئاسة الامريكية في عهد ترامب وبالتالي مسئولياتها تجاه إرساء امن واستقرار العالم علي أساس ما صدر من قرارات عن الشرعية الدولية.
ترامب وضع بهذا الموقف دول العالم امام خيار مساندة قراراته العشوائية وبين اختيار الوقوف مع الشرعية الدولية والقيم الاخلاقية والانسانية. الرفض الدولي لهذه القرارات والذي يشمل دول حليفة لامريكا يؤكد تجاوزه لكل الحدود في سياساته العشوائية الخرقاء.
ان رفض المجتمع الدولي لقرار ترامب وفقا لما جاء في مشروع القرار المصري عن عنه موافقة كل اعضاء مجلس الامن باستثناء افريقيا التي استخدمت الفيتو لتعطيله. ولم يكن أمام المجتمع الدولي سوي اللجوء الي الجمعية العامة تجنبا للفيتو الامريكي حيث تمت الموافقة عليه ١٧٦ صوتا علي حق الفلسطينيين في تقرير المصير.. ثم بعد ذلك علي مشروع القرار المصري المرفوض من مجلس الامن بأغلبية ١٢٨ صوتا.
ان اقدام ترامب علي اعطاء القدس لإسرائيل يعني التآمر علي امن واستقرار العالم والتنكر لابسط متطلبات العدالة.
ان من بين هذه الاغلبية الكاسحة الرافضة دولا تتلقي المعونات التي هدد ترامب بقطعها حال التصويت برفض شطحاته المجنونة. انها لم تخضع لهذه التهديدات بما يؤكد عدم استعدادها للتنازل عن ارادتها واصرارها علي الدفاع عن القيم.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف