واهم من يتخيل أننا نعيش في حالة سلام وأننا دولة تتمتع بالاستقرار مع جيرانها بعد ان نجحت أمريكا ومن خلال الربيع العربي المزعوم في تحويل الدول المستقرة مثل ليبيا وغيرها إلي دول حاضنة للارهابيين..ما تشهده مصر من حالة استقرار داخلي وتنمية حقيقية يرجع في المقام الاول لجهود الجيش والشرطة المتواصلة للحفاظ علي أمان الدولة المصرية وصد المخططات الإرهابية من علي الحدود وأحيانا في عقر دارها..حالة اللامبالاة التي يعيشها الشعب تحتاج إلي وقفة وتحليل لشخصية المواطن المصري التي تغيرت بصورة كبيرة جدا..في وقت الأزمات والحروب كان اقتصاد الدولة يتحول للمجهود الحربي وكان الشعب يساند الجيش والشرطة ويتحمل كل الظروف حتي تستطيع الدولة المصرية تحقيق النصر وصد الأعداء..وخلال السنوات الثلاث الماضية سقط من ابطال الجيش والشرطة مئات الشهداء وهم يحاربون خفافيش الظلام في شمال سيناء وعلي الحدود الغربية مع ليبيا..الدولة لم تقصر في حق الشهداء ولا أسرهم ولكن الشعب اصبح لا يشعر بحجم التضحيات التي تقدم لنعيش أنا وانت في أمان..لو لم تكن هذه التضحيات البشرية وبعيدا عن التكلفة المادية الباهظة لكانت صواريخ ورصاصات الإرهابيين تخترق غرف نومنا..علي الشعب ان يصدق اننا في حالة حرب حقيقية وأننا نحارب دولا كبري والدليل علي ذلك نوعيات الأسلحة واجهزة الاتصالات التي يستخدمها الإرهابيون والتي تجدها فقط مع جيوش الدول المتقدمة..قد يكون الشعب معذورا لأنه يشاهد رغم كل هذه الظروف إنجازات تنموية غير مسبوقة ولكن مع وجود هذا الكم الكبير من المشاريع القومية علينا ان نفكر للحظات لماذا يسقط كل يوم شهداء من ابطال مصر..الإجابة باختصار شديد هي اننا في حالة حرب حقيقية وقد تكون من اصعب الحروب التي خاضها الجيش المصري لانها حرب مع خونة ومرتزقة هدفهم الأساسي إسقاط مصر وتركيع شعبها لنتحول بعد ذلك إلي لاجئين أو تباع بنات مصر كسبايا في أسواق الرقيق..الاعلام المصري في غفلة وهو شريك اساسي في حالة اللامبالاة التي اصابت الشعب لأننا باختصار شديد أصبحنا نمتلك برامج طبخ كفيلة بتعليم العالم اجمع كيفية التعامل مع المطبخ ونسي الاعلام المصري الهايف ان يقدم رسائل حقيقية للشعب عن صعوبة المرحلة التي يمر بها الوطن..الأيام القادمة قد تكشف الكثير من الحقائق بعد ان انكشف المستور في العديد من القضايا التي اتهمت فيها مصر ظلما وكانت بتخطيط دول كبري مسئولة عن رعاية الاٍرهاب في العالم..الجيش المصري العظيم والشرطة الوطنية نجحوا بامتياز في تلقي رصاصات الغدر في صدورهم بدلا منا جميعا..ونحن ما زلنا لا نعني حقيقة ما يدور حولنا رغم أننا نتكلم كل يوم في السياسة ولكننا أصبحنا نتحدث عن مصر وكأنها دولة تربطنا بها صداقة وتناسينا انها الحضن الكبير الذي لولاها لكنا مشردين في ملاجئ وخيام..مصر يا سادة في حالة حرب وفي حاجة إلي جميع ابنائها لمساندتها قبل ان تسقط من جديد في يد الأعداء..ليس مطلوبا من احد ان يحمل السلاح ليواجه الإرهابيين لان هناك ابطالا اختاروا هذه المهمة ونجحوا فيها..ولكن المطلوب ان يتوقف الفاسد عن الفساد وان يتجه الجميع للعمل والإنتاج وان يعود الضمير الغائب في كل شيء..دعونا نتوقف للحظات ونتخيل ان كم الإرهابيين الذين قتلوا علي يد ابطالنا لو قدر لهم النجاح وتسللوا إلي المدن..كيف سيكون وضعنا الآن..وهل كنّا سنشعر بحجم الأمان الذي نعيشه حاليا..مطلوب عودة جينات المواطن المصري التي سرقت في غفلة من الزمن..حفظ الله مصر وجيشها وشرطتها..وأتمني ان نبدأ جميعا تذكرة بَعضِنَا البعض اننا في حرب حقيقية تحتاج تكاتف الشعب لنحقق الانتصار..وتحيا مصر.