نجوى عويس
بكل الحب - المهزلة الأمريكية
العبارات المستفزة المثيرة التي أطلقها »دونالد ترامب» في أول احتفال بالحانوكا »عيد النور» والذي استضافه في البيت الأبيض لليهود الصهاينة وحضرته عائلته.. قال: إنه علي يقين بسعادة كل من في القاعة بعودة القدس إلي الحضن اليهودي.. وقال: »المستفز» أن معجزة الحانوكا هي معجزة إسرائيل أحفاد إبراهيم وإسحاق ويعقوب والذين تحملوا ظلما واضطهادا لا يصدق.. وبغطرسته المثيرة تباهي مرة أخري بقوة اليهود بأنه لم تستطع أي قوة أن تسحق روحهم أو شر يطفئ إيمانهم »وعجبي» مؤكدا أن الشعب اليهودي يشع كالضياء علي كل شعوب العالم..
وبكل سخافة وبجاحة أضاف أنه يفكر في الغبطة التي تغمر الإسرائيليين بسبب عودة القدس لهم.. ويقول : إنه ممتن لمحافل اليهود في أمريكا الذين يرعون عائلتهم مما يرفع من شأنها.. ويعلن بكل فخر بأنه سعيد بالوقوف إلي جانب الشعب الإسرائيلي وأنه يشرف الأمريكان أن يتواجد القائد الروح العاشر لليهود الحاخام »سولوفيتشك».. قال الحاخام: إن القدس تقع في قلب وروح كل يهودي، وفي قلب اليهودية نفسها.. ونحن نصلي ثلاث مرات في اليوم لأجل بناء القدس.. وأضاف أن ضوء الحانوكا لايمثل فقط ضوء اليهودية الخالد وإنما ضوء القدس المشتعل في كل روح يهودية.
أما المتحدثة الأمريكية »نيكي هيلي» في مجلس الأمن فقالت: بكل بجاحة وخسة كرئيس دولتها إن امريكا لن تسمح لأي دولة أن يحدد لها مكان سفارتها خاصة أن القدس أرض للشعب الإسرائيلي من آلاف السنين.. واعتبرت الست »هيلي» أن التصويت في المجلس علي مشروع قرار الرئيس الأمريكي إهانة لن تنساها أمريكا أبدا.. مضيفة: أن واشنطن تدعم جهود السلام من خلال التفاوض المباشر ، وأشارت نيكي أننا استخدمنا حق النقض » الفيتو» دفاعا عن دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط..
وبهذا أخفق مجلس الأمن الدولي مساء الإثنين الماضي في اعتماد مشروع القرار المصري المتعلق بالقدس نتيجة استخدام واشنطن حق الفيتو ضده بالرغم من أن مشروع القرار حصل علي موافقة 14 دولة ضد أمريكا لاستخدامها حق »الفيتو» ضد القرار المصري.. واعتبر الرئيس الفلسطيني أن الولايات المتحدة لم تعد وسيطا نزيها للسلام لأنها باتت تقف مع إسرائيل في خندق واحد ضاربة بكل القوانين والقرارات الدولية عرض الحائط.. أما دحلان القيادي الفلسطيني فقال: إن احباط مشروع القرار المصري يفضح انحياز أمريكا لتهويد القدس.
وفي النهاية لابد أن نعبئ طاقتنا ونكثف جهودنا لاستعادة المقدسات التاريخية دون الاعتماد إلا علي سواعدنا ، وعقولنا بعد أن أفصحت أمريكا عن وجهها القبيح وعارضت كل المواثيق والعهود الدينية والتاريخية الدولية.. ولم يعد أمام العالم أجمع إلا أن يضغط علي هذا الرجل الأخرق ليكف عن غيه ، ويبتعد عن طيشه ، ويعود إلي الإجماع الدولي الذي وضح من تصويت أعضاء مجلس الأمن ضده.. والله ندعو أن تعود الأقداس المغتصبة إلي الحضن العربي من جديد.. والله المستعان.