الأخبار
خالد رزق
مشوار - القدس .. مصر والأمة
الموقف الرسمي لمصر ما قبل إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل واعتزام نقل سفارتها من تل أبيب إلي القدس، »كان»‬ المطالبة بتسوية للقضية الفلسطينية علي أساس قبول إسرائيل بحل دولتين علي أراضي فلسطين المحتلة إحداهما هي القائمة حالياً »‬دولة المستوطنين» والثانية فلسطين لأصحاب الأرض وعاصمتها القدس، في مقابل سلام دافئ.
ورغم ما تقول به مصر الرسمية يمكننا التأكيد علي أن رأس النظام المصري يعرف أكثر من أي أحد آخر أنه وعلي المستوي الشعبي أبداً لن يكون هناك تطبيع دافئ ولا بارد، وقبل أنه أي النظام نفسه ورغم ما يعلن هو »‬حقيقة» لا يريد.. أقول إن النظام وأقصد مؤسسات الشعب تدرك وبحتمية اللبنة الأساسية لتركيبتها الوطنية الأولي وبالأقل منذ ثورة 1919 ما بعد بلفور بعامين وأياً كان شخص من يظهر علي قمة الهرم حاكماً لها سواء في السابق أو اليوم وغداً أن شعبنا يرفض بالأساس وجود إسرائيل قبل أن يرفض دعاوي التطبيع وإن الشعب هو المالك الذي لا وجود لهذه المؤسسات وللنظام كله إلا لرعاية مصالحه ولإعمال إرادته في كل ما يصنف كمواقف وطنية مبدئية.
والثابت رغم أنه وفي حالات يكون الموقف الرسمي للنظام نائياً عن معطيات الإرادة الشعبية يبقي الأمر في سياق مناورات إدارية مرحلية تتطلبها لعبة السياسة الدولية والنظام في ذلك وبهذا يفهم الحدود الفواصل للعبة ما بين دوره في تنفيذ إرادة الشعب كسلطة سيادة حاكمة أعلي بما تخوله له من سلطات تنفيذية لإعمال هذه الإرادة فلا يندفع ويتخطي خطوطا حمرا في اصطناع أدوار بصلاحيات ليس مخولا بها. وبعيداً عن تفاصيل كثيرة لا تهمنا اليوم في شأن العلاقة ما بين حقوق المواطن وواجبات الدولة بمؤسساتها التي نظرياً وواقعياً وقانونياً ودستورياً مملوكة له، وتنازعات التعريف ما بين حجية الملكية الفردية والمجتمعية لهذه المؤسسات في مصر..، عود إلي موضوعنا فعلي المستوي الخاص وباختصار قال ترامب إنه لا يسمعنا بل ولا يسمع حتي غيرنا من حكومات دول وممالك وإمارات وسلطانيات تمثل شعوباً لأمة مليارية التعداد.
موقف شاذ من شعوب الشرق المسلم المسيحي، ينطوي علي جهل وغباوة وجليطة وبلطجة من جاهل بالتاريخ غافل عن الحاضر وضعت القوة المهولة الأعتي لقارة بأكملها بين يديه فأصابته بلوثة، راح بأثرها في غيه وبغيه لما يتجاوز كل الحدود، وهو موقف يستدعي من المرء المواطن في بلدان هذه الأمة الواسعة بياناً حاسماً جلياً لرأيه وإرادته وموقف بلاده الذي يريد ـ تسمعه ـ الدنيا قبل أن يسمعه حكامه.. وبوضوح وبكل وسيلة ممكنة.
لم أكتب عن القدس فالذي يشغلني اليوم هو أن نكبح هؤلاء الذين وعكس إرادة شعوبهم وصالح الأمة يحالفون أمريكا ويهرولون صاغرين ناحية الصهاينة ومن دون أن تكون لهم صفة في النزاع .. فإذا ما عبر حكام هذه الأمة عن شعوبها سنصل حتماً إلي نتاج زخم قوتها الشاملة وتعمل إرادتها في القدس وغيرها.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف