الأخبار
د . نادر رياض
مصر الغد - مصر بين عامين
ها نحن نشهد رحيل عام يمضي وإطلالة عام يقبل. نودع عام 2017 بما له وما عليه حيث تميز بسرعة الوقع وتلاحق الأحداث وسجل نجاحات وإخفاقات وظهر في الساحة أصحاب انجازات وأصحاب هنات وسلبيات بدت مع اختلاف التوجه والمضمون مع إفراط اعلامي في المسميات والنعوت.
لقد حمل 2017 العديد من الأحداث والتطورات الهامة محلياً واقليمياً وعالمياً، ولنبدأ بالمحلي منها وهو ما يعنينا في المقام الأول.
علي مسيرة الاقتصاد المصري لم يكن عام 2017 عادياً بل كان عام حسم للعديد من الأمور إذ أن الانجازات التي شهدتها شهور هذا العام تشكل منصة انطلاق لاستكمال ما نصبو إليه من طموحات في عام 2018 بل يمتد تأثيرها لأحقاب قادمة سيجني ثمارها الشعب من ارتفاع لمستوي المعيشة وقدرة علي مواجهة الغلاء،فمن مكاشفة صريحة للشعب بأوضاع الدعم من ضرورة إلغاء البعض وترشيد البعض الآخر إلي الاتجاه إلي الحد من الاستيراد الاستهلاكي وتشجيع للاستثمار الانتاجي مع الحفاظ علي ودائع البنوك والبعد بها عن مخاطر المضاربات وإبقائها في نطاق الإقراض الآمن الرشيد دون أن يخلو ذلك من خطة لتحجيم الارتفاع العشوائي لسعر الدولار وعودته إلي السعر العادل من الجنيه المصري بما يوفر قدرة شرائية أفضل وتحجيم للارتفاع العشوائي للأسعار التي شهدتها البلاد من قبل.ثم إصدار عدد من القوانين التي تسهم بشكل فعال في دفع عجلة الاستثمار منها قانون الاستثمار ولائحته التنفيذية وقانون التراخيص الصناعية والسجل الصناعي وتلك القوانين الجاري مناقشتها وهي قوانين : الإفلاس والتخارج من السوق، المشروعات الصغيرة والمتوسطة ، العمل ، الشركات ، التأجير التمويلي والتخصيم ، سوق المال.
فالاقتصاد المصري واصل أداءه بصورة مشجعة وبدأت الإصلاحات تؤتي ثمارها من حيث استقرار الاقتصاد الكلي وعودة الثقة.وهو ما أسهم في الوصول لمعدل نمو بلغ حوالي 4.9% خلال الربع الأخير من عام 2017، كما وصل معدل الاحتياطي النقدي إلي معدل جيد.
ولو ألقينا الضوء علي بعض من كل ما تحقق علي أرض الواقع من انجازات يؤكد أننا نحيا عصر عودة الرشد للأمة وتمتعها بنظرة مستقبلية واعدة يحدوها التفاؤل وهو ما يقربنا من استكمال عناصر ومقومات الدولة الحديثة بالمقاييس العالمية ومنها:افتتاح المراحل الأولي من(محطات سيمنز الثلاث لتوليد الكهرباء ، العاصمة الإدارية الجديدة ، مدينة الجلالة ، الإسماعيلية الجديدة ، ميناء شرق بورسعيد رابع أكبر موانئ العالم، مدينة الأثاث ، مزرعة بركة غليون المحور، مدينة زويل)، منطقة أسيوط التكنولوجية التي تتضمن مصنعا لإنتاج أول هاتف مصري ، شبكة طرق سريعة عالمية وكباري أبرزها(شبرا ، بنها الحر،محور روض الفرج ، محور 30 يونيو ، محور الهضبة ، الدائري الإقليمي والأوسطي)- استلام مجموعة أسلحة جديدة أبرزها طائرات»‬الميج»وغواصات»التايب»وحاملتي المروحيات عبد الناصر والسادات والفرقاطة»شباب مصر»و»الفاتح»وقاعدة محمد نجيب في ثوبها الجديد ، قناطر أسيوط الجديدة ، افتتاح أكبر مزرعتين سمكيتين في مصر والمنطقة ، نجاح العقار المصري في شفاء مئات الآلاف من حالات الكبد الوبائي وتلقي طلبات كثيرة للاستيراد من مصر، إضافة الآلاف من الأسر الجديدة علي مشروع تكافل وكرامة ، وضع حجر الأساس لمدينة العلمين الجديدة لتنفيذ المرحلة الأولي- توقيع عقد مع روسيا لإنشاء محطة الضبعة النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية بقيمة 25 مليار دولار ، إنشاء والتوسع في العديد من محطات الكهرباء الجديدة التي أضافت للشبكة القومية بما يعادل ثلاثة أمثال الطاقة الكهربائية المولدة من السد العالي ، الإعلان عن بدء إنتاج أول استيكة مصرية - بدء ضخ الغاز من حقل ظهر إلي الشبكة القومية للغازات، قرار إنشاء وكالة الفضاء المصرية وإطلاق أول قمر صناعي مصري وهو ما يعد خطوة جريئة ونقلة نوعية في التطور التكنولوجي ، محطة مياه اليسر بالغردقة أكبر محطة في أفريقيا،ثم أخيراً وليس آخراً يأتي وصول مصر لنهائيات كأس العالم بروسيا 2018 بعد غياب 28 عاماً ليرسم البسمة علي وجه جموع غفيرة من الشعب.كما أن إعلان الرئيس عن إنشاء 13 مدينة ذكية جديدة علي طراز العاصمة الإدارية الجديدة تضعنا علي الطريق أمام تطبيق اللامركزية في الإدارة والاستثمار بعد أن طال التشدق بها دون ثمة جدوي.
ويأتي استعادة مصر دورها الريادي بقوة شرقاً وغرباً من خلال زيارات السيد الرئيس المكوكية إلي: الصين، اليونان ، ألمانيا وحضور القمة الألمانية الأفريقية - الولايات المتحدة ومشاركته للمرة الرابعة في الجمعية العامة للأمم المتحدة ، المشاركة في القمة الأفريقية في كيجالي ، القمة العربية الأفريقية في مالابو- القمة الأفريقية في أديس بابا- الكويت - البحرين - السعودية - الإمارات - تنزانيا - رواندا - الجابون - تشاد - السودان - أوغندا - كينيا.
وعن طموحاتنا في العام الجديد يدور موضوع مقالنا القادم.
• رئيس مجلس الأعمال المصري الألماني

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف