الأخبار
جلال دويدار
خواطر - بعد انتصار العالم لفلسطين مطلوب التوافق ووحدة الصف
كم أرجو أن تؤدي الإنجازات السياسية الأخيرة التي تحققت لصالح القضية الفلسطينية في مجلس الأمن والجمعية العامة الي جنوح الفصائل والتنظيمات الفلسطينية الي نبذ الصراعات والعودة الي التلاحم والتوحد. ليس خافيا ان خلافاتها كانت من اهم العوامل التي أدت الي نكسة القضية الفلسطينية وترسيخ الاحتلال الاسرائيلي. هذا الاحتلال كان يلعب وما زال علي هذا الحال المائل إقليميا ودوليا لصالح ممارساته المناهضة للشرعية الدولية.
ليس غائبا ان محور هذه الخيبة التي ألمت بالمسار السياسي للقضية تجسدت في انهيار العلاقة بين حركتي فتح وحماس. ادراك انعكاسات هذا الوضع كان دافعا لتنشيط وتعظيم الدور المصري الذي كان سندا وداعما للحق الفلسطيني علي مدي ٧٠ عاما منذ كارثة اغتيال وطنهم.
تمثلت الجهود المصرية في انهاء الخلافات بين فتح وحماس. كما هو معروف فقد كان محورها ما نتج عن انقلاب الحركة عام ٢٠٠٧ علي السلطة الشرعية في رام الله والانفراد بإدارة قطاع غزة الذي يعد جزءا اصيلا من الوطن الفلسطيني. للأسف فان العناد والتمسك بالسلطة كانا وراء التعثر في استكمال ما توصلت إليه هذه الجهود.
أعتقد وفي ضوء هذا الموقف الايجابي من المجتمع الدولي دعما وتأييدا للحقوق الفلسطينية المشروعة فإن كل القوي الفلسطينية مطالبة بالتخلي عن نزعاتها التي ترسخ الفرقة الفلسطينية ولا تصب في صالح القضية الوطنية والقومية.
ما تنتظره الشعوب العربية وتسعي إليه الغالبية في دول العالم بتحقيق هذا الهدف ان تشهد المواقف استجابة ومبادرات من جانب هذه القوي الفلسطينية.
ليس معقولا ولا مقبولا أن يقف العالم الي جانب الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية.. في نفس الوقت الذي تتعارك فيه وتختلف حركات النضال الفلسطيني. هذا الوضع لا يمكن أن يكون ابدا في صالح هذا الشعب. علي زعماء هذه المنظمات ان يثبتوا ويؤكدوا للعالم انهم حريصون علي حقوق شعبهم ووطنهم. هذا الأمر يحتم عليهم إنهاء خلافاتهم والتوقف عن صراعاتهم حتي تجد قضية الوطن الفلسطيني طريقها الي الحل العادل الذي يحقق الآمال والطموحات. ليس خافيا ان الشعب الفلسطيني سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة وعلي ضوء معاناته قد سئم هذه الحالة التي أدت الي التنافر والتطاحن عليهم ان يتذكروا ان ما وصلت اليه خلافاتهم كانت عاملا أساسيا فيما تعرضت له القضية الفلسطينية من ضياع. كل أطياف الشعب الفلسطيني تؤمن أن لا أمل في تحقيق تحرير الوطن من الاحتلال الإسرائيلي الغاشم الا بالتوافق ووحدة الصف.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف