تفاصيل كامب ديفيد وزيارة السادات لإسرائيل. مليئة بعناصر الدراما. كان من الممكن أن يتم استخدامها لحل مشكلة التطبيع. الذى تجمد وتوقف.
كان يمكن البدء من الخاطر، الذى أطلقه السادات عفويا فى مجلس الشعب. لذلك كان آخر شىء متوقع هو الذهاب إلى الكنيست ذاته.
ثم الاتصالات التى دارت بعد أو قبل هذا الإعلان. وساطة تشاوشسكو، رئيس رومانيا وقتها. حديث السادات مع جولدا مائير عندما التقى بها. حواراته مع القادة الإسرائيليين وتجسيدهم على حقيقتهم البشرية الإنسانية وليس فقط كمصاصى دماء. التفاصيل التى عكست طموح وأطماع كل طرف. ثم دراما اختلافه مع الجانب الإسرائيلى فى كامب ديفيد وتهديده بالمغادرة. دور كارتر وتدخله. كل هذا كان من شأنه أن يقرِّب السلام إلى النفوس والأذهان. الذى لو تم لما تفاقمت المشاكل. ولتم التوافق على حل الدولتين. ولأصبحت القدس عاصمة للدولتين.
الخذلان الذى وجده السادات من العرب. رفض حافظ الأسد المشاركة فى المفاوضات لاستعادة الجولان. بعد أن طلب منه السادات ذلك. خطاب السادات الرنان فى الكنيست. كلامه عن حل شامل يبدأ بدولة فلسطينية. الفلسطينيون أيضا خذلوه ولم يوافقوا على المفاوضات. حديث السادات الصريح والحاد مع وزير الدفاع الإسرائيلى عن القضية العربية الإسرائيلية وليس المصرية الإسرائيلية. لم يكن السادات يفكر فى استعادة سيناء فقط. كان يريد استعادة كل الأراضى العربية المحتلة.
أمور كثيرة لم تتم متابعتها بالدراما. كل تحركات السادات لتحقيق السلام كانت مشحونة بدراما لم يتم استغلالها. كل هذه الأمور تستدعى عملا دراميا جبارا. يكون قادرا على توصيل الرسالة والغرض من كامب ديفيد لكل مواطن مصرى عادى. رغم أن بيننا اتفاقية سلام. لدينا سفير لهم. ولديهم سفير لنا. رغم ذلك ما زلنا ننظر بريبة وشك إلى أى اتصال بهذا البلد إلى يومنا هذا. حتى الاتصالات التى تجرى على مستوى الدولة وأجهزتها تتم سرا ولا نستطيع الحديث عنها. كأنها تواطؤ أو جريمة.
تركنا الساحة لأهل الأيدلوجيا ليجرموا أى اقتراب من التطبيع. كل هذا لأن الدراما فى الأساس لم تكن موجودة. لذلك لم تتمكن الرسالة الإنسانية من الوصول إلى الناس. حتى يجىء حكمهم مستوفياً لكل وجهات النظر.
■ ■ ■ ■
على هامش أوسلو
الرجل الذى هندس معمار اتفاقية أوسلو. معتمدا على خياله. سعى وكافح حتى تحقق الخيال. إلى أن جاء احتفال بمناسبة توقيع الاتفاقية. أعقبته مأدبة عشاء. كان يتوقع من أى الطرفين تكريم مجهوداته وفكرته. للأسف خاب أمله. لم يدع حتى إلى مأدبة العشاء. عبّر لزوجته عن صدمته. قالت له ألا تعلم قدر ما قدمته للإنسانية. ألا يكفيك هذا. ألا يرضى هذا ضميرك وغرورك؟. دعوتك إلى مأدبة العشاء أو تكريمك لن يضيف قليلا أو كثيرا للإنجاز الذى تحقق على يديك. لا تحزن أبدا. وعليك فقط أن تفرح بما أنجزته.
■ ■ ■ ■
تصحيح
أرسل إلىّ منير فخرى عبدالنور. وزير الصناعة والتجارة الأسبق. تصحيحا عن مقال أمس. مفاده أن إدجار جلاد كان صاحب جريدة
«journal D, EGYPT» الناطقة باللغة الفرنسية. أيضا كان صاحب جريدة «الزمان» التى صدرت عام 1947. أما جريدة «البلاغ» فأنشأها الرجل العظيم عبدالقادر باشا حمزة عام 1923. وكانت موالية للوفد إلى أن اختلف حمزة مع النحاس باشا فى الثلاثينيات.