جريدة روزاليوسف
رشدي الدقن
الجبهة الداخلية

الثلاثاء: استهداف مطار العريش بإحدى القذائف، واستشهاد ضابط وإصابة 2 آخرين وإحداث تلفيات جزئية بإحدى الطائرات الهليكوبتر.
عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية قامت بالتعامل مع مصدر النيران وتمشيط المنطقة المحيطة، وذلك أثناء زيارة القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية لتفقد القوات والحالة الأمنية بمدينة العريش.
كان هذا بيان المتحدث العسكرى عن حادث استهداف المطار ، ويحسب له سرعة اصداره وصياغته بهذه الطريقة الواضحة ، والمحددة لأن تأخر إصداره كان سيفتح بابًا كبيرًا لاجتهادات وشائعات لاتنتهى .
الجمعة : مجموعة من المتطرفين – 45 شخصًا – يعتدون، على كنيسة «الأمير تادرس» فى مركز أطفيح فى الجيزة، بعد انتشار شائعات عن إنشاء جرس فى الكنيسة.
الأمن تعامل بسرعة وتم القبض على 40 متطرفًا من مهاجمى الكنيسة
وفرضت الشرطة السيطرة على المنطقة، وأصدرت مطرانية أطفيح بيانًا مقتضبًا انهته بجملة «نرجو الهدوء والسلام لبلادنا.
السبت : الرئيس عبدالفتاح السيسى فى افتتاح مشروعات قومية بالاسماعيلية يشدد على الدور الفاعل للشعب فى الانجازات التى حققتها مصر فى الفترة الماضية،: «اللى عملتموه يا شعب مصر حاجة عظيمة وحاجة تشرف».
وقال: «يا مصريين إطمأنوا ربنا بيساعد الصالحين اللى بيبنوا ويعمروا ما بيضيعوش، إحنا لا نخرب ولا ندمر، ولا يتبقى إلا أنتم يا مصريين».
قبل ذلك بأيام قليلة نشرت صحيفة « نيويورك تايمز الأمريكية مقالاً تحت عنوان « مصر حليف سيئ «، إنتقدت فيه السياسة المصرية فى الأعوام الماضية، والتى سلكت طريقاً يبعد عن توجهات الولايات المتحدة، بل وأضرّ بمصالحها الخارجية، وذلك فى ضوء إحراج القاهرة لواشنطن فى مجلس الأمن، بعد أن تقدمت بمشروع قرار يبطل قرار الرئيس الأمريكى ترامب عن القدس عاصمة لإسرائيل، مما دفع الولايات المتحدة لاستخدام حق الفيتو للاعتراض على القرار وباتت وحدها فى مواجهة إجماع دولى.
المقال فيه جملة تبدو عرضية لكنها فى منتهى الأهمية وقد تشرح هذه الجملة كثيرا مما يحدث فى مصر ، هذه الجملة تقول : إن مصر بسبب تفكك جبهتها الداخلية، لم يعد لها ثقل إقليمى لمساندة أمريكا فى الشرق الأوسط»!!
تفكك الجبهة الداخلية إذن هو المفهوم الذى تريد امريكا أن نشعر به ونعيشه ، ولا أظن أن حادث كنيسة اطفيح واستهداف مطار العريش، بعيد عن محاولة تفكيك الجبهة الداخلية المصرية.
«الجبهة داخلية» فى معناه الأكاديمى هو مصطلح يشير إلى القوة المدنية الشعبية للدولة أثناء حالة الحرب إذ تمثل النشاطات الداعمة للمجهود الحربى عاملا مساعدا لتحقيق النصر فى جبهات القتال.
لاانتصار فى حرب - على جبهة قتال- بدون جبهة داخلية قوية ومتماسكة، دول كثيرة انهارت فى عز قوتها بسبب تفكك الجبهة الداخلية .
عمليات تفكيك الجبهة الداخلية علم وفن وحرب مدروسة بتأن وتمتد لسنوات، حرب لايتم فيها اطلاق رصاصة واحدة.
حرب تعتمد على اثارة النعرات الطائفية ، التشكيك فى كل شىء « جيشك – شرطتك- اقتصادك – دينك- وطنك.
سلامة وصلابة الجبهة الداخلية المصرية هى حائط الصد القوى الذى أوقف عمليات تقسيم الشرق الأوسط بالكامل.
نعم .. ايمانك بدولتك وتماسكك، أوقف مخططات دولية اشتغلت عليها مخابرات وعقول وبيوت تفكير لسنوات طويلة..
تفكك الجبهة الداخلية فى أى دولة يعنى «انهيار تام على كافة الأصعدة»، حتى لو عندك جيش عظيم وتسليح على أحدث مستوى ، كل هذا لايساوى شيئًا بدون تماسك الجبهة الداخلية ، وهناك العديد والعديد من النماذج لانهيار دول كبرى بسبب تفكك جبهتها الداخلية مثل الاتحاد السوفيتى على سبيل المثال فى التسعينيات من القرن الماضى.
إذن الجملة التى قد تبدو عرضية فى مقال «نيويورك تايمز» ويراها البعض ساذجة هى جملة فى منتهى الأهمية وكاشفة تماما على ما يتم التخطيط له، وكاشفة أيضًا على أهمية تماسك جبهتنا الداخلية، لأن تفكك الجبهة الداخلية أخطر مايمكن أن يحدث فى مصر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف