الوفد
علاء عريبى
رؤي - صناعة الزيوت
بالمصادفة وقعت بين يدى عدة تقارير عن أزمة زيت الطعام فى مصر، وفهمت من التقارير أن مصر أهملت تماماً الصناعة، وأصبحت تستورد حوالى 97% من احتياجاتنا المحلية، كما أنها وهو الأخطر، أهملت زراعة المحاصيل الزيتية.
للأمانة لم أكن على عـلم بحجم هذه الأزمة، ولا أتابع جيدا نسب الاستيراد، وحجم المنتج المحلى، حتى أن معلوماتي عن صناعة الزيوت تعود إلى المرحلة الإبتدائية وربما الإعدادية، عندما كنا ندرس فى الجغرافيا المحاصيل الزيتية، مثل: بذرة القطن، والسمسم، والكتان، وعباد الشمس، والزيتون، وأذكر أنهم كانوا يستخلصون زيت الطعام منها، وأيضاً زيت السيارات، والاستعانة بها فى صناعة الصابون، صابون ماركة «الشمس» و«نابلسي»، فقد كنا نشتريها من بقال القرية فى فترة الستينيات، وعلى ما أتذكر لم يكن الصابون يدخل ضمن بطاقة التموين، فقط كان السكر الماكينة، وشاى ماركة «مبروكة»، والجاز كان بالكابون.
وأذكر أيضاً انهم كانوا يستخلصون علف البهائم من بذرة القطن، ومن الوقائع التى أتذكرها أننا كنا نذهب إلى السرجة، وهى محل يعصرون فيه البذور لاستخلاص الزيت، وكان فى كل سرجة بغل يشغل آلة العصر الحجرية.
وللإنصاف لا أتذكر أو لا أمتلك أية معلومات عن إنتاج مصر فى الستينيات والسبعينيات من الزيوت، ولا من المحاصيل الزيتية، وجميع المعلومات التى تذكرتها لا أثق جيداً فى صحتها، فقد مر عليها فى ذاكرتي أكثر من أربعين سنة، معظمها يعود للمرحلة الابتدائية أو الإعدادية.
بعد أن انتهيت من التقرير الخاص بأزمة الزيوت، بحثت عن تقارير أخرى، واتضح أن المشكلة كبيرة جدا، وأنها لا تقف عند زيوت الطعام فقط، بل تمتد إلى عدة صناعات، منها زيوت السيارات، وصناعة الماكياج، والصابون، وغيرها من الصناعات.
واتضح كذلك أن الأزمة تبدأ من الزراعة، حيث انخفضت تماماً المساحات المنزرعة من المحاصيل الزيتية، القطن، والكتان، والسمسم، والذرة، والفول، والسودانى وغيرها، وهو ما جعلنا نعتمد على استيراد احتياجاتنا من الخارج، خاصة من أوكرانيا، بنسبة 60 أو 70%، وبالطبع نسدد قيمتها بملايين الدولارات.
الحكومة مطالبة بأن تضع خطة لإعادة صناعة الزيوت مرة أخرى، فهي سلعة أساسية، ولا يجوز أبداً أن نستورد 97% من احتياجاتنا من الخارج، نخصص مساحات كافية لزراعة بعض المحاصيل الزيتية التى لا تحتاج مياه كثيرة، وقد فهمت من التقارير التى أطلعت عليها أن بعض المحاصيل يمكن زراعتها فى توشكي والأراضي المستصلحة فى الصحراء، كما خططنا للمزارع السمكية، والطرق، والكباري، والأنفاق، يجب أن نخطط لسد احتياجاتنا من الزيوت.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف