الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية - البرلمان .. ومقاطعة زيارة «ديسالين» !!
لا أدري ما الذي يحمله وزير خارجية مصر، سامح شكري، خلال زيارته لأديس أبابا.. وما الذي يقوله الآن لرئيس وزرائها، هايلي ماريام ديسالين.. تماماً كما لا أدي ما سوف يقوله رئيس وزراء إثيوبيا لأعضاء برلمان مصر، عندما يلتقي بهم- بعد أيام- وهل سيواصل «حقن التخدير» التي اشتهرت بها إثيوبيا، كلما استقبلت مسئولاً مصرياً.. نقول ذلك، لأننا سمعنا كلاماً ولم نر عملاً.. إلا عملاً واحداً هو الاستمرار في بناء «سد النهضة» الذي تفوق توقعاته كل أحلام الإثيوبيين.. وإن كنا نعرف تماماً ما سوف يحدثه هذا السد من دمار لمصر.
حقاً، ماذا يقول وزير خارجية مصر لإثيوبيا- اليوم- وهو يزورهم ولا نعرف عدد لقاءاته معهم.. وهل يكتفي بأن ينقل لهم قلق مصر الشديد علي تعثر المفاوضات.. بينما عملهم في إتمام السد ينطلق بسرعة لم تعرفها أي دولة أخري في العالم.. وهل تعودت أديس أبابا علي عبارات القلق.. أم اننا نعيش الآن فترة: ذبحنا يوم ذبح الثور الأبيض، لأنهم هناك- يعملون.. بينما نحن نتمسك بمعسول كلامهم.. لكي يضعونا أمام الأمر الواقع.. ويكفي ما قاله وزير الري المصري من أن إثيوبيا ستبدأ تعبئة منطقة السد بمياه النيل، خصماً من حصة مصر.. المائية.
<< ووزير الري المصري يقول إن إثيوبيا بدأت التخزين حتي قبل إجراء الدراسات الكافية وفقاً لما تم الاتفاق عليه- وتوقيع الرؤساء الثلاثة- فيما عرف بإعلان المبادئ عام 2015.. فهل هكذا نحن دائماً نتلقي الضربات- بل والطعنات- من الأصدقاء قبل الأعداء.. أريد- ويريد معي كل المصريين- أن يعرفوا ما الذي سيقوله وزير خارجية مصر لإثيوبيا.. وإلي أي مدي «نقبل» رد الفعل الإثيوبي.. إن كان لهم أي رد، إلا الابتسامات وربما القبلات.. أما الخناجر فهي دائماً في ظهورنا.
ثم بأي وجه يدخل رئيس وزراء إثيوبيا مبني أعرق برلمان في إفريقيا، وهو يعلم حجم الدمار الذي سوف يصيب كل المصريين من جراء أسلوبهم في بناء هذا السد.
<< وهنا أسأل: ما الذي سيقوله كل نائب- في برلمان مصر- لأهل دائرته عندما يسألونه: ماذا فعلت خلال استقبال المسئول الكبير في إثيوبيا للبرلمان المصري، أم سوف يغيب النواب عن دوائرهم- بعد هذه الزيارة.
أم أن الأفضل أن يقاطع نواب «شعب» مصر زيارة رئيس وزراء إثيوبيا للبرلمان ويمتنعون- احتجاجاً- عن الترحيب به تحت القبة الشهيرة.. أليس هذا هو الرد الأمثل يعلنه نواب شعب مصر اعتراضاً علي الزيارة.. واعتراضاً ورفضاً لمواقف إثيوبيا.. أليس مقاطعة هذه الزيارة هي الرد الأمثل لرئيس حكومة تكن كل العداء لمصر، ولشعب مصر.. وإذا كان البروتوكول.. وإذا كانت الأخلاق المصرية تمنع توجيه الأسئلة الحادة للضيف داخل البرلمان.. فليس هناك ما يمنع أن يقاطع النواب زيارة هذا الضيف للبرلمان.. بل مصر كلها.
<< ويا نواب مصر: اتحدوا.. ولو لمرة واحدة، وارفضوا الحضور إن عجزتم عن إلغاء الزيارة نفسها.. فهذا أضعف الايمان، بل لهذا أقسمتم يمين الولاء للشعب.. وتعاهدتم علي التصدي لكل من يريد به شراً.. وهذا أيضاً أضعف الايمان.
ودعونا نشهد موقفاً تاريخياً لنواب مصر.. حتي نقول انهم- فعلاً- نواب شعب يرفض ابتسامات الغدر.. ويتصدي لخناجر السموم التي تتساقط- من كثرتها- من خناجر الإثيوبيين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف