مرفت شعيب
عطر السنين - إعلان أبلة فاهيتا
ربما لم يتصور صانع شخصية أبلة فاهيتا أن تصل لهذا القدر من الانتشار بين الناس من مختلف الأعمار فهي تطل علي الملايين من خلال شاشة التليفزيون ولا يكفي أن ترفع شعار »للكبار فقط» ليكون مبررا لهذا القدر من الإسفاف واستخدام الألفاظ الخارجة والإيحاءات غير اللائقة.. من قال إن الكوميديا هي الخروج عن الأعراف والتقاليد ؟ ولماذا يتسولون الضحكات بالهمزات واللمزات ؟ فيقدمون شخصية الأرملة الطروب التي تغازل الرجال علنا ودون حياء بحجة أنها مجرد دمية تجذب الصغار قبل الكبار.. بل تم استخدامها لعمل إعلان عن إحدي شركات المحمول ويصور عددا من الرجال عراة الصدور ومشهداً وهي في البانيو ! إعلان مقزز ومثير للسخرية.. كان يمكن لهذه الدمية أن تلعب دورا إيجابيا متنورا لنشر قيم مهمة يفتقدها مجتمعنا في الوقت الحالي باستغلال تأثير الدمي علي الأطفال مثلما كان تأثير عالم سمسم كسلسلة تعليمية ناجحة، لكن الاستسهال والسطحية حولها إلي أداة لللهو وأصبحت الأسر تصطحب أطفالها للمسرح لمشاهدة الأبلة التي نسمع صفارة حذف ألفاظ خارجة في حوارها في التليفزيون بينما يسمع كاملا في المسرح أو علي اليوتيوب.. ومن الواضح أن البرنامج يدفع مبلغا مغريا للنجوم ليكونوا ضيوفا علي الأبلة ويتبادلوا معها الحوار الحافل بالإيحاءات والجمهور يضحك.. للأسف أصبحت أبلة فاهيتا ظاهرة يجب ترشيدها وتطويرها بصرف النظر عن شخصية الممثل المجهول الذي يتكلم علي لسانها ويتفنن في الابتذال والهبوط بالذوق العام فلنفكر في تطوير الشخصية حتي لا تصبح محركا للشهوات ومفتاحا للشر.