صبرى غنيم
رؤية - وليد عبد العزيز صدقت يا رجل.. فالإعلام فعلا «هايف»
- الزميل الكاتب الأستاذ وليد عبد العزيز مدير تحرير الأخبار، كان أكثر منا شجاعة نحن عواجيز المهنة إذ خرج علينا بمقال ساخن يؤكد فيه علي »هيافة» الإعلام المصري، الذي كان سببا في إصابة الشعب المصري بحالة من اللامبالاة أبعدته عن واقعنا الحقيقي، بلد في حالة حرب ومع ذلك الإعلام لا يتحدث إلا عن الطبيخ والمطبخ.. هل لأننا نعيش في حالة استقرار داخلي ونعطي ظهورنا لما يجري في سيناء وعلي الحدود الغربية مع ليبيا، أم لأن هذا الإعلام الفاشل هو الذي يبعدنا عن الأحداث مع أن الاستقرار الذي نحن فيه يرجع الفضل للجيش والشرطة التي تدفع كل منها بشهداء من رجالها العظام ثمنا لاستقرارنا وأمننا، وللأسف ونحن مغيبون.. نتأثر ساعات محدودة عندما يخرج علينا المتحدث العسكري أو يصدر بيان من وزارة الداخلية بسقوط شهداء جدد في سيناء أو في الجبهة الداخلية، وتسود كلمات العزاء بالسواد حزنا عليهم، وينجح الإعلام »الهايف» في تجميد المشاعر بطبخة من الشيف »الشربيني» أو فقرة بذاءة من بذاءات أبلة فاهيتا، ويصبح الأمر عادي جدا، وكأن الذين يخوضون حربا شرسة في سيناء يؤدون واجبا عليهم ومش مهم أن نتفاعل معهم أو نساندهم.. مع أن دولا كبري معادية لنا تخطط بأجهزتها المخابراتية وتمد فلول الإرهاب بأسلحة وذخيرة متقدمة كالتي تستخدم بين الجيوش في معارك قتالية..
- زميلي الكاتب المحترم وليد عبد العزيز هدفه أن يتحمل الإعلام دوره في توصيل الرسالة علي الأقل يشعرنا كل يوم بما يجري في سيناء، وعلي الحدود الغربية مع ليبيا، ينظم لقاءات مع أرامل وأبناء وبنات شهدائنا، وكيف يقضون أيامهم ولياليهم في غياب الأب الشهيد حتي يحيي فينا الإحساس بالثمن الغالي الذي دفعه هذا الشهيد للوطن من أجل استقرارنا..
.. ابننا الغالي قالها في مقاله »نحمد الله أننا في نعمة، يكفي أننا آمنون علي بناتنا، وقد رأينا ماذا فعل الربيع العربي بالنساء والأطفال في ليبيا وسوريا واليمن، وإذا كان الله قد كتب لنا أن نفلت من هذا »الفخ» فالفضل لقواتنا المسلحة التي تستحق أن نحني رءوسنا لكل جندي فيها، وكون الإعلام »الهايف» يبعدنا عن واقعنا.. فالمشكلة ليست في الإعلام لكنها أيضاً في كُتاب القصة والسيناريو والمنتجين الذين راحوا يبحثون عن الملايين بالإنتاج الرخيص، لم نسمع عن مسلسل عن الحرب الشرسة التي يخوضها رجالنا، أو أن أحد هؤلاء تناول قصة من قصص أمهات الشهداء، للأسف الإنتاج التليفزيوني بمسلسلاته الحالية أفسد القيم والذوق المصري..
- سؤالي هنا.. لماذا لا يذكرنا هذا الإعلام بضحايا الربيع العربي الذين ينامون في خيام ويحصد الموت منهم يوميا المئات.. نساء وأطفالاً.. شيوخاً وشباناً وهم يحاولون الهجرة غير الشرعية بحثا عن بلد يؤويهم.. فعلا نحن في نعمة، المفروض أن نتجه إلي الله نشكره علي الأمن والاستقرار الذي نعيش فيه، علي الأقل أن نرقي بمستوي حواراتنا.. لا نفتي في أمور لا تخصنا، لا ننقل عن الغير معلومة فتتحول إلي شائعة نهدم بها استقرارنا ونحن لا ندري.. وكما يقول كاتبنا المحترم وليد عبد العزيز »ليس مطلوبا منك أن تحمل سلاحا ولكن مطلوب منك أن تساند أخاك الجندي في سيناء.. حتي ولو برسالة علي الواتساب تكتبها لكل أسرة لها ابن هناك»..
- لقد أعجبني وليد وهو يقول »للأسف نحن نتحدث عن مصر وكأنها دولة تربطنا بها علاقة صداقة وتناسينا أنها الحضن الكبير الذي لولاها لكنا مشردين».. ثم يقول يا سادة مصر في حالة حرب وفِي حاجة إلي جميع أبنائها لمساندتها، فمطلوب منا أن نتجه إلي العمل والإنتاج وعودة الضمير الغائب..
- حقا لقد أبدعت يا وليد، أنا عن نفسي اكتشفتك متأخرا.. اكتشفت فيك الحنكة والعبقرية كصحفي تمثل الجيل الذي تسلم المسئولية من بعدنا، والآن أهنئ نفسي أن جيلكم الذي يضم كوكبة من نجوم الإعلام.. يتبرأ من الإعلام »الهايف» فقد كنت صادقا في مقالك وسبقت كل الأقلام التي عجزت عن مواجهة حالة اللامبالاة التي أصابت الشعب المصري تجاه الواقع الذي نعيشه في ظل إعلام مرئي بعيد عن المسئولية..