جلال دويدار
خواطر - حكاية الطفلة الفلسطينية «عهد» ومنظمات حقوق الإنسان المشبوهة
أين منظمات حقوق الإنسان التي تدار بأموال مشبوهة وتعمل لصالح قوي بعينها.. من جرائم وانتهاكات إسرائيل للقانون الدولي ولكل القيم الإنسانية. إن صمت هذه المنظمات فيما يتعلق بجريمة القبض علي أطفال فلسطينيين يتظاهرون دفاعا عن حقوقهم. من الطبيعي أن يثير هذا التناقض في تعاملها مع الأحداث التساؤل والدهشة والاتهامات بأن تقاريرها تصدر لخدمة قوي معادية تأتي في مقدمتها أمريكا وإسرائيل.
هذا السلوك المشين من جانب هذه المنظمات يؤكد عدم الأمانة والمصداقية التي تجعلها تستهدف دولا بعينها لا ترضي عنها من يقومون بتمويلها. استهدافها لبعض الدول بانتهاك حقوق الانسان.. إنما يتم بالتنسيق ووفقا لتعليمات هذه الدول الممولة. أنها تعتمد في معلوماتها علي العملاء والمأجورين في مقابل الحوافز المادية المجزية.
إن أحد الشواهد علي حقيقة توجهات هذه المنظمات ومن ورائها وسائل الاعلام الامريكية.. تعمدها الصمت تجاه واقعة إلقاء قوات الاحتلال الإسرائيلي القبض علي الطفلة الفلسطينية عهد التميمي وسجنها. أين هنا مزاعم الداعمين والمساندين لهذا الكيان العدواني المتمرد علي الشرعية الدولية وكل القيم والمبادئ.. من هذا السلوك الإجرامي الذي يتنافي مع أبسط حقوق الإنسان.
في نفس الوقت وبشأن هذا السلوك غير الإنساني لم نسمع صوت الرئيس الأمريكي ترامب. إنه بذلك يؤكد سيره علي نفس الخط مع إسرائيل وسلوكياتها. هذا التزاوج غير المشروع تجسد في قراره بمنح القدس العربية ـ الإسلامية لهذا الكيان المحتل للأرض الفلسطينية ضاربا عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية. إن ما يحدث يدفعنا إلي القول بأن هذا الرئيس ووفقا لاتهامات بعض الأصوات الأمريكية ليس خطراً علي أمريكا وحدها بل أنه خطر علي الإنسانية وعلي أمن واستقرار العالم.
علي ضوء ما يجري من استغلال فاضح لتقارير حقوق الإنسان المريبة فإن الدول الاستعمارية التي تسعي وتتطلع بالتدخل في شئون الدول الأخري.. نتخذ منها ذريعة لتحقيق هذا الهدف. انها تلجأ لمضمون هذه التقارير المصنوعة والمفبركة لتنظيم حملات التشهير والتشوية المأجورة لكل الدول المستهدفة. انها تعتبر ما تقوم به جزءا من المؤامرات التي تُدبرها لخدمة مصالحها ومصالح حلفائها.
هذا الذي يحدث لا يمكن ان يستهدف أو يمس الدول الصديقة والعميلة والحليفة.. وان حدث ذلك فانه يكون بصورة عابرة ومشوشة لا تعبر عن الجرائم التي يتم ارتكابها. انطلاقا من هذا الواقع المأساوي تعمل الشعوب وتناضل من أجل التصدي لهذا المخطط الاجرامي. في هذا الشأن فلا جدال ان حكاية الطفلة عهد الفلسطينية وبكل ما احاط بها من اجرام وانتهاك اسرائيلي لحقوق الانسان. خير شهادة علي هذه الحقيقة.