سيد ابو اليزيد
بدون إحراج - صفعة بعزلة !!
الصفعة التي وجهتها الجمعية العامة للأمم المتحدة لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورفض تغيير وضع القدس وأن أي قرارات تتعلق بشأنها باطلة ويتعين إلغاؤها يتطلب من كافة الشعوب العربية بحكوماتها وأجهزتها ومؤسساتها الضغط علي الدولة المحتلة للالتزام بقرارات الأمم المتحدة لإنهاء الاحتلال للأراضي العربية.
ولا أدري ما الذي دفع القرار الأمريكي للتسرع بهذا الشكل بما يفتح المجال لتهديد عملية السلام بالشرق الأوسط.. بل ويفتح بابا جديدا للصراع وهذا من شأنه أن يضر بكافة الأطراف بضرر بالغ وبالتالي ليس من الضعف الاعتراف بخطأ القرار والعودة إلي إنصاف الحق العادل والمشروع للشعب الفلسطيني الذي تلقي وعوداً أمريكية عديدة منذ أن تولي الرئيس الأمريكي السابق مقاليد الحكم ووعده بإقامة دولتين لحل مشكلة الصراع في الشرق الأوسط.
¼ أعتقد أن أمريكا تفهمت تماماً المدلول السياسي من التصويت التاريخي لنحو 128 دولة انتصرت للحق الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ولا يمكنها أن تلتفت لتصريحات الجانب المحتل بأنه مرتاح لعدد الدول التي لم تصوت تأييداً للقرار وعددهم 9 فقط بينما امتنع عن التصويت نحو 35 دولة!!
¼ واحتفالاتنا الجمعة القادمة باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يدعو الولايات المتحدة الأمريكية للتفكير بجدية في تصويب الأوضاع مرة أخري وعدم الكيل بمكيالين كراع وشريك في عملية السلام من قبل حتي يمكنها أن تخرج من العزلة التي وضعت نفسها فيه بدون مبرر!!
¼ نحن شعوب محبة للسلام وليس التطرف أو التغطرس لفرض الأمر بالقوة علي أرض الواقع وبالتالي ليس أمام المحتل سوي القبول بالمبادرة العربية للسلام التي تم الإعلان عنها في عام 2002 وبحيث يتمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس لضمان أن يعم السلام بمنطقة الشرق الأوسط.
¼ وليس من المقبول استمرار المحتل في نهج سياسة الغطرسة وتحدي المجتمع الدولي من خلال ممارسات الترهيب والتهجير والقتل والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني لأن ذلك من شأنه أن يؤدي في النهاية لانفجار منطقة الشرق الأوسط والعودة لدائرة الصراع الذي لا يحمد عقباه.
¼ إننا بحاجة لدعوة البرلمانات العربية والإقليمية والدولية والمنظمات السياسية المختلفة لتحقيق المزيد من التنسيق والتعاون والتضامن لمساندة قضية الشعب الفلسطيني في الحصول علي الاعتراف بدولته واجبار دولة الاحتلال علي الانصياع لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإنهاء احتلال الأراضي العربية وإعلان دولة فلسطين دولة مستقلة ذات سيادة لأننا لسنا بحاجة لقرارات غاشمة تؤجج لمشاعر الغضب بين الشعوب.
¼ واعتقد أن ضمير العالم ينحاز حالياً للحق وأمامه مسئولية لاتخاذ الخطوات العملية داخل أروقة الأمم المتحدة بكافة مؤسساتها للتصدي للنهج الصارخ لدولة المحتل لميثاق الأمم المتحدة والمعاهدات والمباديء الدولية وفي مقدمتها إنشاء جدار الفصل العنصري المخالف لقواعد القانون الدولي والإنساني والذي يمثل تحدياً حقيقياً لحكم محكمة العدل الدولية وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة.