الجمهورية
علاء معتمد
نبض الشارع - الاستاذ حسين .. بطل 2017
لو سألتني عن شخصية عام 2017 سأقول لك بلا تردد هو الأستاذ حسين. أو الاستاذ أحمد. أو الاستاذ عبد الحميد .. أو كل موظفي الحكومة المطحونين الذين لايجدون إلا راتبهم كل آخر شهر. والذين سحقتهم موجة ارتفاع الاسعار. وابتلعتهم الموجة التضخمية التي هاجت في الاسواق عقب قرار تعويم الجنيه في نوفمبر 2016. والذين رفضوا أن تمتد يدهم الي رشوة أو إلي قرش حرام.
هؤلاء هم الجنود الحقيقيون الذين تحملوا الصدمة الاولي لبرنامج الاصلاح. وهم الذين استجابوا لدعوة الرئيس بالتحمل والصبر حتي يخرج الاقتصاد من عنق الزجاجة. علي أمل أن تنصلح الاحوال.
هؤلاء صبروا وتحملوا ألم الغلاء. في الوقت الذي ركب فيه التجار والمستوردون وبعض المنتجين موجة الغلاء وحققوا ثروات طائلة من دم الغلابة. وفي الوقت الذي امتدت فيه يد نواب محافظين ومسئولين كبار للرشوة وللمال الحرام .
كل القطاعات تمكنت من التأقلم مع أوضاع السوق بعد قرار التعويم. إلا الموظف الغلبان. فالتاجر كان يغير السعر المدون علي نفس السلعة كل يوم طالما وجد المشتري في حاجة اليها. والمستورد كان يرفع سعر الشحنة وهي مازالت في عرض البحر بمجرد أي تغيير في سعر الدولار. حتي الطبيب والسباك والميكانيكي رفعوا أسعار خدماتهم بحجة ارتفاع سعر الدولار .. أما الموظف فقد ظل يلهث شهورا خلف علاوة الـ 7% التي حددها قانون الخدمة المدنية وعلاوة الغلاء التي قررها الرئيس .
لقد مر عام 2017 بحلوه ومره. وتحمل المواطن آلامه وتوابعه. وهو الان في انتظار أن يجني نتائج صبره. وأن يشعر بأن برنامج الاصلاح الذي تنفذه الحكومة كان بالفعل من أجله هو وليس من أجل الذين اغتنوا وربحوا الملايين من صبره وآلامه وآهاته .
ومع بداية كل عام يسألون الناس عن امنياتهم. وفي العام الجديد يتمني الموظف الغلبان من الله الستر ومن الحكومة ان ترعاه .. إنه فقط يتمني أن يري أن إصلاح منظومة القمح كان يستهدف القضاء علي الفاسدين والحرامية الذين خلطوا قمحا مستوردا بآخر محليا مدعما. وأن إصلاح منظومة الخبز كان يستهدف أن يحصل هو علي رغيف خبز صالح للاستهلاك الادمي بدلا من تحويل مبالغ الدعم الي جيوب أصحاب المخابز ومحترفي تزوير البطاقات التموينية. وأن رفع أسعار الكهرباء كان بهدف توفير التمويل اللازم لبناء محطات جديدة تقضي علي الأعطال التي كان يعاني منها في الاعوام السابقة. وأن فرض ضريبة القيمة المضافة كان بهدف توفير الايرادات اللازمة لإقامة طرق ومستشفيات ومحطات مياه للشرب والصرف الصحي .
في 2018 يتمني المواطن الغلبان أن يجد علاجا في مستشفيات الحكومة. وأن يشرب مياها نقية. ويجد مواصلات أدمية. وأن يتوافر لابنه مكان في مدرسة وفي حديقة أو مركز شباب أو ناد يرفه فيه عن نفسه. وأن يغنيه دخله عن مذلة السلف والدين..پإنه يتمني فقط أن ينام مطمئنا علي مستقبله ومستقبل أولاده .
هذا المواطن هو بطل 2017 وبطل كل السنين. وهو الذي عاهد الرئيس علي الصبر والتحمل. وهو الذي سيبايعه علي فترة ولاية ثانية ليجني معه ثمار الاصلاح التي وعد بها.. وأنا علي يقين أن الرئيس الذي اعتدنا منه صدق الوعد لهو قادر علي أن يوفي بما وعد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف