الأخبار
حمدى رزق
فيض الخاطر - الخشت علي الفيسبوك!
بناتي وأبنائي طلاب جامعة القاهرة وشباب مصر المحروسة: »لن يُمنع طالب غير قادر علي تسديد المصروفات الدراسية من دخول الامتحانات. لا تشغل بالك. ركز فقط في المذاكرة. لن نوقفك في طوابير لطلب مساعدة، وسوف نحترم كرامتك، وبعد الامتحانات سوف نقول لك علي الإجراء. هذا الكلام فقط للطلاب غير القادرين مالياً»‬.
قرأت هذا منشوراً علي صفحة الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة علي فيسبوك، ويلزم التوقف أمام »‬سوف نحترم كرامتك»، خلاصته نحن أمام منظومة تعليمية تحترم الكرامة الإنسانية، لا تمحق الفقراء، ولا تستعذب عذاباتهم في طوابير المذلة والحاجة.
الحمد لله الذي جعل فينا من يترفقون بالناس، ويحترمون آدميتهم، ويتعاطون مع محنتهم برفق، رئيس جامعة القاهرة يربت علي ظهور أبنائه، ويطمنئهم، ويرفع عنهم الحرج، ويترفق بحالتهم، ويتفقد أحوالهم، ولا يرهن مستقبلهم بجنيهات معدودة.
هذا مربٍ فاضل، ومن الفضل ألا تتفضل علي الآخرين بفضلك، بل تترفق بالفقير حتي يحسب نفسه غنياً، وتعين العاجز حتي يظن نفسه قادراً، ولا تفضح الفقير، ولا تهتك ستره، أولادنا علي ما وجدوا آباءهم تحسبهم أغنياء من التعفف.
الفقر مش عيب، والفقراء أحباب الله، العيب أن يُعَيّر فقير بفقره، زمان كان يلزم الفقير »‬شهادة فقر» ليثبت فقره وهو فقير لا يملك درهماً ولا متاعاً، والسؤال لغير الله مذلة، وكانت الامتحانات مذلة للطالب الفقير، يحرم من الامتحانات عادة لأنه لم يدفع المصروفات، ويعلن اسمه في اللوحات، ويقف طوابير في انتظار عفو كريم أو تأجيل لحين ميسرة.
الدكتور »‬الخشت» كريم في طلبته، محترم في رعايتهم، ويخفف عنهم، ويتواصل معهم علي صفحته الشخصية مطمئنا، ويناقش ويجادل ويمزح أحيانا، مضي وقت كانت قطيعة بين رئيس الجامعة والطلاب، وهذا نهج طيب استنه المحترم الدكتور جابر نصار، وعلي نهجه يسير الدكتور الخشت في تواصل دافئ مع الطلاب علي مدار الساعة.
أطالع صفحة الدكتور الخشت علي »‬فيس بوك »‬، حوارات وتواصل وتفاعل، طرح للقضايا الجامعية، ردود عاجلة علي المشكلات، تعقيب علي القرارات، ودحض للشائعات، وبيان يومي بمجريات العمل الجامعي، واستصحاب الآراء والأفكار التي افتقدتها الجامعة زمناً. صفحة رئيس جامعة القاهرة تستهويني لأتعرف علي الاتجاهات الطلابية، وأطالع أفكار جيل جديد في اصطكاكه مع أفكار جيل الأساتذة، سُنة حميدة، التواصل الساخن مع الأفكار الطازجة في البراح.
الخشت ضرب مثلاً، لو احتذي رؤساء الجامعات حذو »‬الخشت» في التواصل الرحيم مع الطلاب لصارت إدارة الجامعات عملية يسيرة، مهم وضروري أن تصدر القرارات الجامعية علي أرضية حوارية، هذا جيل مناكف، مشاكس، لا يرضخ للإملاءات، وألِفَ العصف الذهني، شباب مفطور علي الحوار، ولا يأخذ بالمسلمات، ولا يؤمن بالقرارات الفوقية، يخضعها لأفكاره، ولطروحاته، أغبط »‬الخشت» علي هذا التفاعل الرائع مع طلابه.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف