إن متابعة الأطماع العدوانية التي استهدفت شبه جزيرة سيناء الجزء الأصيل من الأرض والسيادة المصرية.. تؤكد أن عزلتها التي نحن مسئولون عنها كانت وراء كل تداعيات هذه النزعة. هذه العزلة تزايدت وتعاظمت بعد شق قناة السويس. هذا الممر المائي أصبح عائقا أمام حمايتها وسرعة تنميتها في مواجهة هذه الاطماع. ليس هذا فحسب بل كان وراء ما تعرضت له سيناء من كوارث وتآمر الغزاة الطامعين.. ولكن هذه الحالة تفاقمت بعد قيام اسرائيل باغتصاب حقوق شعب فلسطين بحدودها المشتركة مع الدولة المصرية. كان وقوف مصر إلي جانب الحقوق الفلسطينية وشعبها المشرد سببا لإقدام هذا الكيان العدواني مرتين عامي 1973،1967 علي سيناء واحتلالها بدعم ومباركة قوي الاستعمار القديم والجديد.
لوقف هذا المسلسل المأساوي كان لابد من خطوات عملية عسكرية ومدنية تجعل من سيناء سدا منيعا أمام الأخطار والمغامرات التي تعبر من سيناء لتهديد أمن واستقرار مصر. اكتفينا وفي إطار هذه الخطوات بالقيام بتعمير جنوب سيناء سياحيا. كان هناك مخطط تبناه الرئيس الراحل أنور السادات بعد انتصار 73 لتعمير كل هذه المنطقة الغالية من أرض مصر. تجسد ذلك في مد الطرق وتوصيل مياه النيل إليها بمساهمة من الإمارات والكويت لزراعة الأراضي وتسكين مواطنيها وإخوانهم من كل محافظات مصر.. التحرك نحو تفعيل هذه الامال توقف ولأسباب مجهولة بعد رحيل السادات في حادثة اغتياله الأثيمة.
هذه الخطة التي كانت تتعلق بتحقيق أمن مصر عسكريا واقتصاديا أحيتها ثورة 30 يونيو بقيادة الرئيس السيسي للدولة المصرية. تمثل ذلك في تخصيص مليارات الجنيهات لتنفيذ مشروعات تنمية سيناء اقتصاديا. أعتقد أن هذه الطفرة كانت دافعا لتدبير الانشطة الإرهابية لتعطيل هذه الانطلاقة. رغم ذلك فإن هذا الارهاب لن يثنينا عن مواصلة هذه المسيرة حيث كان تفعيل قرار فك عزلة سيناء لتسهيل التحرك وزيادة التلاحم بينها وبين كل محافظات مصر. هذا التحرك يعد استكمالا لانتصار اكتوبر وإرضاء لشهداء مصر الـ 100 ألف الذين ارتوت بهم هذه الارض الطاهرة. إن هذه الأنفاق الاربعة التي تم الاحتفال بقرب افتتاحها بحضور الرئيس السيسي بالإضافة إلي الكباري العائمة التي قامت هيئة قناة السويس بإقامتها - هذه الانفاق والكباري سوف تعني وضع نهاية لعزلة سيناء سواء من الناحية العسكرية أو الاقتصادية والاجتماعية.
إلي الإمام يا أم الدنيا ببركات المولي وعزيمة شعبك وإخلاص قيادتك.