الجمهورية
منى نشأت
نريد .. حلاً
التقيت بها في مكتب رجل قانون عريق.. جمعني معها شكل آخر من أنواع الظلم التي تقع علي المرأة في بلدنا.. أحسست بوجعها ووصلتني صرختها وسأسرد عليك ما قالت "س" فتاة في الرابعة والثلاثين جميلة وعلي خلق.. لكنها ليست مؤهلات الزواج هذه الأيام فالشباب بفعل فاعل صاروا يريدونها روشة.. فارغة عقل.. ممتلئة بكل صناعي.. لذلك تأخر زواجها.. وحين وصلها آخر أمل في أمومة تزوجت الطارق.. لكنه لم يستطع أداء واجبه الزوجي.. محاولات.. أطباء.. حتي نصائح هبه قطب لم تفلح.. الزوجة أملها طفل.. حاولت الطلاق بالحسني.. إلا أن الزوج يشبه كل الرجال يعرف عيبه مع اختلاف العيوب.. وبدلاً من أن يعترف ويحل.. يكابر وتأتيه نعرات الكرامة أعلي من النخوة والإنسانية.. رفع دعوي سب وقذف فكيف تجرؤ امرأة وتشكوه.. وتخيلوا أنه كسبها وصار عليها هي دفع خمسة آلاف جنيه مصاريف قضية.. لهذا لجأت للمحامي تحكي حكايتها وتلقي إليه بأوراقها وأملها في أن يخلع العدل غمامته.. السيدة "س" حالتها حالة.. وغيرها حالات.. فداخل البيوت المغلقة كثيرات صابرات.. يعيش الإنفصال الفعلي النفسي والبدني.. لإنهن يعرفن أن سكة المحاكم لا تنصف زوجة.. وعبث الكائن المقيم معها دون وجه حق.. والتجاوز داخل الجدران أهون من التعدي من كل الخلق دون وجه حق.
مطلوب تدخل
الدولة لم توفر للمرأة حماية.. عشرات المؤتمرات ومئات الجمعيات النسائية وكلام عن الفئات الضعيفة.. والنهاية قوانين وتشريعات لا تجابه سطوة الرجل.. متي استحل وانتهك وفجر.
كل 6 دقائق حالة طلاق في مصر.. ثلث الزيجات تنتهي بطلاق المشاكل ولا تراضي.. مما أدخلني في مناقشة مع ضياء الدين عبدالهادي محامي النقض في حالة تلتها أخري.. ووصلنا إلي أن :
الاصلاحات التشريعية التي تمت لحماية الأسرة غير متحققة علي أرض الواقع.. وعلي الدولة التدخل.. فمتي بطش الزوج وظلم.. لا يمكن أن نترك هذا العدد الهائل من المطلقات داخل المحاكم.. تتحطم نفسياً وبجانبها طفل أو أكثر يعيشون التدمير أو الإنهيار لحظة بلحظة.
والمطلوب أن تقوم الشئون الاجتماعية أو المجلس القومي للمرأة أو الطفولة أو أي جهة.. بتولي أمر الزوجة.. فلا نجوح نساءنا للمحاكم وإنما تقوم تلك الجهة برفع الدعوي نيابة عنها.. ومعلوم للجميع أن الطلاق للضرر لا يتم قبل سنوات طويلة وحتي الخلع.. وحدث ولا حرج عن تأخر النفقة ومصاريف المدارس.. أضف تلاعب الأزواج بالدخل.. والتدليس فيه بشهادات فقر مزورة لحرمان المطلقة وأولادها.. لذلك مهمة الدولة التحري وعلي القضاء الحكم.. وتتكفل الشرطة بالتنفيذ.
توعية.. رجل
ونأتي للنقطة الثانية التي يشير إليها رجل القانون.. حول الأخلاق المنعدمة وضرورة إحياء المبادئ التي غابت بتجديد الخطاب الديني وبدلاً من مسلسلات البلطجية والراقصات وبرامج مملة مكررة.. لماذا لا نبث داخل الفيلم والمسلسل والبرنامج وحتي الإعلان.. ما يوعي الرجل "لا تمسكوهن ضراراً لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه" إنه كلام الله المطلوب نشره والتوعية به.. والتأكيد أن المرأة هي العرض والشرف فكيف يزج بها في المحاكم وأي تربية تربيها للأبناء وهي ممزقة من أجل حقهم وما شكل المجتمع الذي سنصل إليه بهؤلاء الصغار.
ليت الخطاب الديني يصل لأذن كل زوج وعقله مع التأكيد علي أن الرجولة تتنافي والتنكيل بالنساء.. فلا يكرمهن إلا كريم ولا يغلبهن إلا لئيم.
ولتصدر الدراما صورة عن اكتمال الرجل بالإنفاق علي أهل بيته.. وفجاجة البخل "وخيركم خيركم لأهله".. إنه الخطاب الديني السوي.. لإقامة أسرة طيبة وتقويم الرجال ليراعوا الله في أماناتهم.. وتشكيل الوعي وصولاً لأبناء تعتني بهم أم غير مثقلة بالمشاكل.. وأب مدرك لدوره.. ومجتمع سليم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف