الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية - التاكسي الأبيض .. وسنينه !
هل يصبح مصير «التاكسي الأبيض» نفس مصير التاكسي القديم بسب سوء تعامل السائقين؟
أكاد أقول نعم.. إذ من أبرز عيوب التاكسي الأبيض عدم تشغيل العداد.. ويعمد السائق إلي «المقاولة». يعني تدفع كام؟.. فهل أصبح العداد مجرد زينة ليظهر السائق كأنه ينفذ قانون المرور حرفيا؟.. هنا يقول البعض: كيف يضبط المرور حكاية عدم تشغيل العداد؟.. أقول: من حق رجل المرور أن يوقف أي سيارة ليري هل يعمل العداد أو لا يعمل، بالذات عندما يكون بالسيارة أحد الركاب.. بشرط الا يستغل أحدهم الحكاية ليبتز السائق مثلاً.. فإذا رأي أن العداد لا يعمل من حقه هنا سحب رخصة السيارة.. ورخصة السائق أيضا ثم يوقف السيارة عن العمل لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر.. ليكون ذلك الإجراء رادعاً للمتلاعبين.
<< وأريد إجابة لسؤال يحيرني: كيف أدفع لمشوار 20 جنيهاً.. وأدفع لنفس المشوار وبنفس المسار 25 جنيهاً في سيارة أخري؟.. وهل هناك من يلعب في العداد؟ أيضا في المدن الكبري في العالم التسعيرة بعد العاشرة مساء- مثلا- أكبر منها قبل العاشرة.. مراعاة لاحتمالات عودة السائق بلا أي زبون هل هناك من يطبق ذلك عندنا.. وإذا لم يكن يطبقها هل هناك كما يقول البعض من يضغط علي «زر معين» في العداد ليجعله ينطلق بسرعة أكبر؟!
<< وحكاية إغلاق السائق لأبواب السيارة بحجة التأمين، إذ يتعمد السائق إلي سؤال الزبون عن وجهته.. فإذا كانت علي هواه فتح الباب.. وإلا ينطلق بأقصي سرعته حتي دون أن يرد علي الزبون.. وهل من الصالح تخصيص رقم تليفون سريع الرد في إدارات المرور لتلقي الشكوي من سائقي التاكسي الأبيض.. وتغليظ عقوبات من يرفض الوقوف للزبون بحجة أن ورديته انتهت.. أو أن المشوار لم يعجبه.. أو أنه ذاهب لتموين السيارة بالوقود.. وما أكثر الأعذار والاعتذارات.. نقول ذلك لأن كثيراً من السائقين يرفضون بعض المشاوير بسبب اختناقات المرور سواء وسط البلد.. أو فوق الكباري.. أو أيضا الشوارع التي تجري فيها اصلاحات أو مشروعات مثل شارع 26 يوليو وشارع السودان وشارع مراد بالجيزة بسبب أعمال ومشروعات مترو الأنفاق أو غيرها..
<< أقول ذلك- وأنا منذ منعني الأطباء من قيادة سيارتي استخدم التاكسي الأبيض في كل مشاويري.. أي هي معاناة زبون مستعد دائماً لدفع ما هو أكثر مما يسجله عداد السيارة.. ودعونا هنا من حكايات القصص الإنسانية التي يرويها السائق وهدفها عطف الزبون والتعاطف معه.. حتي أصبحت هذه الروايات أمراً عادياً لكي يجزل الزبون العطاء للسائق إن تعاطف معه.. ويا سلام علي حكايات أعباء الدروس الخصوصية ودواء الأم والأب الذى يستنزف نصف ايراد السيارة.. وقد يكون كل ذلك صحيحاً.. ولكن ليس كل السائقين صادقين.
<< وربما يري الواحد منا أن سيارات «أوبر.. أو كريم» هى الحل.. ولذلك يهاجمها كل سائقي التاكسي الأبيض.. ذلك أن السيارات الجديدة أوبر أو كريم ربما تكون أكثر نظافة.. وأن سائقيها غالباً هم ملاكها ويسعون لتحسين دخلهم رغم أن الشركة تحصل علي 20٪ من ايراد السيارة.. ولكن من مزاياها أن سائقيها يستخدمون النظام الحديث لتحديد مسار أو هدف الزبون.. بينما في التاكسي الأبيض غالباً ما يتولي الزبون شرح الطريق الذي يوصله إلي هدفه لأن معظمهم لا يعرفون شوارع القاهرة والجيزة..
<< هل من حلول لكل ذلك.. أم أن إدارات المرور تري أن تلك ليست مهمتها وإذا كان ذلك حقيقياً.. لماذا لا تطور هذه الإدارات نفسها وعملها لكي تواكب العصر.. وتقلل من الاشتباكات اليومية بين السائقين والركاب..
أم نحن دائماً هكذا.. نحرث في البحر؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف