الجمهورية
بسيونى الحلوانى
شكر وعتاب .. لحكومة محلب
من حق المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء ان نعطيه حقه وان نقدر جهوده وان نقول له "شكرا" علي ما قدمت من جهد مخلص لتحقيق طموحات المصريين في وطن آمن مستقر.. ثم بعد ذلك نوجه له العتاب علي أوجه القصور في أداء بعض وزرائه الذين ينبغي التخلص منهم فورا واعطاء الفرصة لغيرهم بعد ان اخذوا فرصتهم كاملة.
لاينبغي ابدا ان نحبط كل من يقدم عملا مخلصا لوطنه حتي ولو جانبه التوفيق او وقفت في طريقه عقبات فالعمل العام في مصر اصبح شاقا ومرهقا بدنيا ونفسيا ولم يعد له مردود معنوي أو مادي ولم تعد للشخصية العامة حماية من أي نوع واصبح الجميع في مرمي ألسنة المنفلتين وما اكثرهم في عالم السياسة والاعلام في مصر.
لابد ان نعترف ان احوالنا في مصر قد تحسنت كثيرا وخلال العام الماضي تخلصنا من كثير من المشكلات والازمات التي كانت تنغص علينا حياتنا وعلينا ان نتذكر كما يقول المواطن صلاح دعدور من دمياط - أزمة طوابير الخبز وأزمة طوابير اسطوانات الغاز وأزمة البنزين والسولار وطوابير السيارات الطويلة التي كانت تقف في محطات الوقود والمشاجرات بين المواطنين التي سقط فيها العديد من الضحايا في العديد من محافظات مصر.. كما لاينبغي ان ننسي أو نتناسي ازمة انقطاع التيار الكهربائي التي عانينا منها خلال الصيف الماضي وقبيل امتحانات الثانوية العامة حيث كان معظم أولادنا يراجعون دروسهم ايام الامتحانات علي أضواء الشموع.
والي جانب كل ذلك ينبغي ان نقدر لحكومة محلب جهودها في تحسن حالة الامن في كل أرجاء مصر وتصديها بشجاعة للفوضويين والمستغلين ولصوص المال العام الذين استولوا علي مساحات شاسعة من اراضي طرح النيل وحولوها الي مشروعات سكنية واستثمارية منذ قيام الثورة وعجزت الدولة خلال السنوات الماضية عن التصدي لهم وردعهم.. كما ينبغي ان نقدر جهود الحكومة في التصدي للباعة الجائلين الذين شوهوا صورة القاهرة وحولوا أجمل مناطقها التاريخية والحضارية والسياحية الي اسواق عشوائية لكل السلع الرديئة والمنتجات المغشوشة.
***
ما سبق وغيره كثير نذكره لحكومة المهندس ابراهيم محلب خلال عام مضي حيث صال وجال في كل محافظات مصر وتابع عن كثب مشروعات خدمية وانتاجية كثيرة وحل مشكلات وانهي أزمات وعلينا قبل ان نوجه له عتابا علي اوجه القصور في أداء وزرائه ان نقول له شكرا احسنت وننتظر منك خلال فترة وجودك علي رأس الوزارة الكثير من العطاء والانجازات.
اذا كنا بالفعل نريد خيرا لهذا الوطن علينا ان نقول لمن احسن واجاد وبذل جهدا مخلصا احسنت فالله سبحانه وتعالي قد قرر اجرا لكل من حاول اصلاح احوال الناس ولم يوفق وقرر اجرين لكل من حاول وصاحبه التوفيق والسداد. وعلينا ان نتذكر دائما ان احباط الناس ونكران جهودهم سلوك ظالم ينشر السلبية ويحبط كل من يفكر في خدمة وطنه.
لكن.. هل حققت الحكومة خلال عام مضي طموحات المصريين؟
الاجابة الصادقة: لا مازلنا ننتظر منها الكثير والكثير فالمصريون كما يقول المواطن عبدالنبي محمد من البحيرة مازالوا يعانون من الاهمال والاستغلال في القطاع الصحي ورغم المليارات التي تدفعها الدولة للانفاق علي علاج الفقراء ومحدودي الدخل الا ان احوال مستشفياتنا الحكومية والخاصة تدعو الي الاسف والاسي. ومعظم المصريين يجأرون بالشكوي والحكومة مسئولة عن توفير علاج مناسب في متناول كل المصريين. ومسئولة عن رقابة المستشفيات الحكومية والخاصة وهي مطالبة بأن تتخذ قرارات جريئة لضبط ايقاع المستشفيات والزام كل الاطباء بأداء اعمالهم الوظيفية بكفاءة والضرب بيد من حديد علي رأس الاطباء معدومي الضمير الذين يتاجرون بهموم المرضي ويدفعونهم الي ترك المستشفيات الحكومية والذهاب الي عياداتهم ومراكزهم الطبية الخاصة.
ايضا.. لاتزال ازمة اسكان الفقراء ومحدودي الدخل في مصر خانقة بسبب السياسات الخاطئة لوزارة الاسكان التي تحولت الي سمسار اراض وشقق ولم تقدم حلولا عملية حتي الان لتوفير المسكن الكريم لبعض محدودي الدخل فضلا عن الاسر الفقيرة التي لاتزال تسكن في احضان الموتي في المقابر في مشاهد مؤسفة لاتليق بمصر وحضارتها وانسانية شعبها.
أزمة المرور في مصر لاتزال هي الاخري خانقة وتفرض علي الحكومة ان تواصل جهودها لضبط الشوارع وفرض النظام والقانون علي الفوضويين الذين أدمنوا المخالفات وقد اتخذت الحكومة اجراءات رادعة ضد المخالفين لقواعد المرور ويجب ان تتواصل وان توفر بدائل للاماكن التي حظرت الوقوف فيها لعدم خنق المواطنين ودفعهم الي ارتكاب المخالفات.
ايضا.. لايزال مافيا المباني المخالفة للقانون يخرجون السنتهم للحكومة حيث تقام في مصر يوميا الاف المباني التي تتحدي القانون تحت سمع وبصر المسئولين في المحليات الذين يتركون مافيا المساكن المخالفة يفعلون كل ما يحلو لهم وقد يقدمون لهم الحماية بأشكال مختلفة ومتعددة يعرفها جيدا المهندس محلب.. ثم نجلس نفكر ماذا نفعل مع الابراج المخالفة التي تشكل خطرا بالغا علي سكانها فضلا عن خطورتها علي المرافق العامة؟
مطلوب من الحكومة المصرية الكثير والكثير خلال الايام القادمة ولابد من تطهير حكومة المهندس محلب من كل العناصر الخاملة التي لاتدرك خطورة التحرك الجاد من أجل استعادة الحكومة القوية التي تعمل لمصلحة المواطن دون تردد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف