الجمهورية
احمد الشامى
أقول لكم - مصر لا تقبل التهديد
يخطئ من يظن أن مصر من الممكن أن تبيع مبادئها من أجل حفنة من الدولارات الأمريكية. وأن مساومتها من أجل التخلي عن قوميتها العربية أو التضحية بالقدس وتهديدها سيجعلها تركع أمام أعدائها. فقد خاضت أربع حروب ليكون للفلسطينيين وطن يشعرون فيه بالكرامة والدفء عندما يكونون موجودين فيه وبالحنين اليه عندما يغيبون عنه. وهي التي مازالت حتي الاّن تواجه موجة عاتية من الارهاب الذي لايرحم طفلاً أو شيخاً أو امرأة منذ ثورة يونيو. تخطط له مخابرات عالمية وتدعمه قطر وتركيا بالمال والاعلام والسياسة بهدف اسقاط الدولة وتقسيم المنطقة الي دويلات صغيرة ممزقة لا تستطيع مقاومة الاستعمار الجديد. الذي يسعي للسيطرة علي المنطقة العربية ونهب ثرواتها والقضاء علي هويتها العربية والاسلامية.
ان المقال الذي نشرته أخيراً صحيفة " نيويورك تايمز" للكاتبين أندرو ميللر وريتشارد سوكلوسكي. وزعما فيه أن مصر. لم تعد القوة المهيمنة في المنطقة. وباتت حليفاً يجب علي الولايات المتحدة التخلي عنه. وخفض المساعدات العسكرية له بسبب موقفها من القدس وعلاقتها بروسيا. تجاوز التاريخ وتجاهل الكاتبان كل الحقائق لأن مصر منذ آلاف السنين وهي صاحبة الكلمة العليا في الشرق الأوسط. وهي التي ردت كل الغزاة من الشرق والغرب خصوصاً الذين قدموا للاستيلاء علي القدس. فضلاً عن أنهما لا يفهمان أن مصر دولة كبيرة لا يعني تعاونها مع أمريكا أن تتوقف عن التعامل مع باقي دول العالم من أجل تحقيق النهضة التي تسعي اليها لتحقيق الرفاهية لشعبهاخصوصاً أن ثمرة التفاهم مع روسيا أسفر عن التوقيع النهائي يوم 11 ديسمبر الجاري علي اتفاق انشاء محطة الضبعة النووية. ليبدأ العمل في المشروع الضخم الذي انتظر المصريون أن يتحول من حلم الي حقيقة طوال 60 عاماً.
والمحطة التي دخلت حيز التنفيذ ستسهم في توليد الكهرباء وتحلية مياه البحر. والأهم أنها ستفتح الباب علي مصراعيه لامتلاك مصر التكنولوجيا النووية التي أصبح لا غني عنها في كثير من مجالات التنمية. ولذا فأن المشروع يعتبر بمثابة انطلاقة نحوالمستقبل. وتزامن ذلك مع توقيع برتوكول يقضي باستئناف رحلات الطيران بين البلدين وعودة النشاط السياحي قريباً ما سيعظم من دخل مصر من العملات الأجنبية. فضلاً عن توطيد العلاقات المصرية ـ الروسية التي تشهد تطوراً متسارعاً في الفترة الأخيرة ويعود بالفائدة علي البلدين. ولذا فأن محاولات فصل مصر عن محطيها العربي وتهديدها لم تتوقف من مئات السنين. ولذا كانت كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسي واضحة وحاسمة أثناء افتتاحه عدداً من المشروعات التنموية في الاسماعلية قبل ايام. اذ قال مخاطباً شعب مصر " لا تقلقوا من أي تهديد خارجي. والقوات المسلحة ستتعامل بمنتهي العنف لوضع حد للارهاب".
وأقول لكم. ان مصر لا تقبل التهديد. ولذا حرص الرئيس علي أن يطمئن شعبه. خصوصاً أن ما تحقق من انجازات خلال ثلاث سنوات ونصف السنة من الولاية الأولي لرئاسته. يفوق ما تحقق خلال عشرات بل مئات السنين في عهود أخري عادت خلالها مصر الي الخلف وتراجعت الي حد التخلف. ولذا فأن الوقت قد حان لتلاحم الشعب والتفافه حول قيادته السياسية للتصدي للارهاب من ناحية والمضي قدماً لتحقيق التنمية من ناحية أخري وتنفيذ "مشروعات الأحلام" في مواعيدها خصوصاً محطة الضبعة النووية. واطلاق أول قمر اصطناعي من علي أرض مصر. لتبدأ النهضة الكبري وتنطلق مصر نحو المستقبل وهي تمتلك مقومات الدولة العصرية الحديثة القادرة علي التصدي للتحديات الداخلية والخارجية التي لن تتوقف خلال السنوات المقبلة وستزداد شراستها. ولذا لن تتمكن مصر من التصدي لها الا اذا كانت قوية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف