عصر حسني مبارك هو أطول عصر شهدته الأجيال الحالية وقد اختلف الجميع في حب أو كره عصره. وأجمل شئ في شعبنا أنه ينسي بسرعة ولا يحمل حقداً لأحد وليس شعباً دموياً مثل شعوب أخري ولو كان مبارك في إحدي هذه الدول الإعدام ولكن لأننا شعب طيب متسامح وليس ساذج كما يعتقد البعض.
الغريب أن البعض يقول إن مبارك لم يهرب من مصر لأنه وطني ولم يقل أحد إن شعب مصر شعب متحضر لم يفعل في مبارك كما فعل مع القذافي أو علي عبدالله صالح ولم يذكر أحد أن شعب مصر المحترم ترك الأمر للقضاء ليحكم بكل احترام.. لذا كان طبيعياً أن يبقي مبارك ليواجه مصيره وهو يعلم من هم المصريون أصحاب الحضارة.. فالمصريون رغم ما مروا به وبسبب مبارك إلا أنهم شعب متسامح متعايش مع الآخر بسلام ولا حقد..
ولكن حتي يتذكر مبارك ورجاله وحتي لا ننسي نحن المصريين أن كل المشاكل التي نعيش فيها الآن هي نتاج عهد مبارك والتاريخ سيذكر ذلك.. من المسئول عن انهيار التعليم والصحة في مصر؟ وانتشار الفساد في مختلف قطاعات الدولة وانهيار البنية التحتية وضياع أملاك القطاع العام وتدني مستوي إنتاج الفرد في 30 سنة.
والغريب أن يخرج الكثير مدافعاً عن مبارك وعصره وأنه رجل وطني وحارب في 73 ولا أحد ينكر عليه ذلك ولكن مبارك منح فرصة للنهوض بمصر في التسعينيات بعد حرب تحرير الكويت وإسقاط جزء كبير من ديون مصر.. وبدلاً من تنمية الاقتصاد وبناء المصانع لتحقيق استقرار اقتصادي تفرغ هو ورجاله لبيع القطاع العام وإغلاق المصانع وتوزيع الأراضي الجديدة والمناطق السياحية علي المحظوظين من رجال الدولة ورجال الأعمال وأصبح الوزراء هم رجال الأعمال أصحاب المصانع والمضحك في هذه الأيام أن الناس كانت تقول إن رجال الأعمال أفضل في الوزارة عشان شبعانين مش حيسرقوا.. والحقيقة أن الإنسان لا يملأ عينيه إلا التراب.. فرغم ثرواتهم إلا أنهم نهبوا المزيد.
في النهاية نؤكد أن حساب ربنا عسير.. وستبقي مصر قوية شامخة فهي أم الحضارات صانعة المعجزات.