الجمهورية
سليمان فؤاد
ثمن الحرية : بيب بيب تل أبيب
اللعب بدأ يا مصريين.. وطريقة اللعب هذه المرة.. ستكون في ملعب مكشوف لكل أطراف اللعبة وإذا صح التعبير بين طرفي اللعبة.. وهما الدولة المصرية العظيمة والبلطجي الأمريكي القابع في البيت الأبيض.. وعلينا أن نقتنع جميعاً لدرجة اليقين.. أن الصراع المكشوف سيكون علي سيناء.. وقرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلي القدس دون مراعاة للقرارات الدولية.. المستهدف الأول والأخير منه مصر وليس الشعب الفلسطيني كما يعتقد البعض من العرب.. ولكن لماذا؟!!
* أولاً: إن القدس بالكامل تحت الاحتلال الإسرائيلي ولا أبالغ أن المستوطنات الإسرائيلية قد التهمت أكثر من 70% من أراضيها.. أي أن علي أرض الواقع.. الكيان الصهيوني يتعامل مع القدس علي أنها العاصمة الحقيقية لدولة المستعمر الإسرائيلي.
* ثانياً: إن أي محلل سياسي متابع للصحف والمواقع العبرية يجد أن الإعلام الإسرائيلي.. كان يروج دائماً لعبارة السلام البارد مع مصر.. وهي مقدمات خطيرة لما هو أبعد من ذلك من اختراع عبارة "السلام الساخن مع مصر".. كيف ذلك؟!! بتفجير قضية القدس.. لتحريك المياه الراكدة في العلاقات بين البلدين.. بانتفاض مصر للدفاع عن قضية القدس.. لتكون حلقة المواجهة ليس مع إسرائيل التي تتخذ موقف المتفرج.. بل لتكون المواجهة بين القاهرة وواشنطن وهذا ما حدث بالفعل في مجلس الأمن.. ثم حشد مصر للمجتمع الدولي لعرقلة قرار ترامب.. وبالتالي ترد واشنطن باستخدام ورقتين في لعبة الشطرنج بينها وبين المحروسة وهما.. ملف الأقباط والآخر ملف حقوق الإنسان..
والسؤال هنا هل تستمر واشنطن في تفعيل الملفين وفرض عقوبات اقتصادية علي مصر؟.. ولا أستبعد ذلك في طريقة اللعبة لأن الهدف النهائي أو الاتفاق السري بين واشنطن وتل أبيب هو تركيع القاهرة.
* ثالثاً: وهو طريقة لعب القاهرة مع واشنطن.. وهل ستركب القاهرة سيارة التسوية وهي تهتف "بيب بيب تل أبيب؟!!".. هذا الأمر مستبعد تماماً.. وقد وجه الزعيم الوطني الرئيس عبدالفتاح السيسي رسائل قوية في تصريحاته الأخيرة.. التي أؤكد أنها موجهة لأطراف اللعبة.. وأدواتهم في الداخل أو في الخارج الذين يتحركون الآن في أفريقيا وأقصد تركيا وقطر لفرض طوق الحزام الناري حول عنق القاهرة حتي وضعها في خانة الاستسلام علي طاولة اللعبة.. وأتصور أن تحركات القاهرة علي الطاولة سوف تكون سريعة.. لأنها تملك عددا من الأدوات المتنوعة للمواجهة مثل العلاقات الاستراتيجية مع روسيا والصين وعدد من الدول الغربية وعلي رأسها فرنسا التي تخشي من التهديدات الإرهابية وتجد في القاهرة طوق النجاة باعتبارها خط الدفاع الأول عن دول المتوسط بالإضافة إلي أن القاهرة تعودت علي التهديدات الأمريكية منذ ثورة 30 يونيه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف