عبد القادر شهيب
شيء من الامل - حلم قديم يتحقق !
بعد أكثر من عشر سنوات من الانتظار هانحن نظفر بوكالة مصرية للفضاء سوف تتأسس بعد أن أقر البرلمان قانونها.
بالنسبة لعلماء الفضاء المصري هذا بمثابة تحقيق حلم طال انتظاره، خاصة أن عمر برنامج الفضاء المصري تجاوز العشرين عاما الآن.
وبالنسبة لي شخصيا هذا انتصار صحفي اعتز به.. ففي ربيع عام ٢٠٠٧، وقبل إطلاق أول قمر صناعة مصري بالتعاون مع أوكرانيا استجابت مجلة المصور التي كنت أقودها في هذا الوقت لمطلب علماء الفضاء المصري وتبنت دعوة لإنشاء وكالة فضاء مصرية لتخوض بها منافسة قوية في هذا المجال.. وخاضت المجلة حملة صحفية امتدت شهورا في سبيل تحقيق ذلك.. وتصادف أنني كنت عائدا من باريس علي الطائرة الرئاسية ضمن الوفد الإعلامي المصاحب له صباح اليوم الذي نجح فيه إطلاق قمرنا الصناعي ( يوم ٢٧ إبريل ٢٠٠٧ )، وكالعادة التقي بِنَا الرئيس الأسبق مبارك، وانتهزت الفرصة لأطرح عليه فكرة إنشاء وكالة فضاء مصرية.. ولكنه قال إن الأولوية لمشروعنا النووي.. فقلت له لا تعارض بين المشروعين النووي والفضائي، فضلا عن ان برنامج الفضاء المصري عمره عشر سنوات وقد تم تدريب مجموعة من الكوادر السابع المصرية التي شاركت في تصميم قمرنا الصناعي الأول وستقوم بإدارته، ويخشي أن يجتذبنا العمل في الخارج إذا لم تجد فرصة لإثبات قدراتها داخل البلاد.. فسأل مبارك ومن أين نوفر التمويل لإنشاء وكالة الفضاء؟ أجبت علي الفور: التمويل موجود فقد وفرنا بإطلاق قمرنا الصناعي نحو ٣٠ مليون دولار سنويا كنّا نشتري بها صور الأقمار الصناعية الأجنبية، وميزانية الوكالة المقدرة في السنة الأولي نصف هذا المبلغ.. وهنا قال مبارك بما أنك متحمس لفكرة إنشاء وكالة فضاء مصرية فلتعد لي مذكرة بذلك.
وبالفعل سارعت بعد التشاور مع الدكتور علي صادق رئيس مجلس الفضاء والدكتور بهي العرجون مدير برنامج الفضاء في إعداد المذكرة المطلوبة وذكرت فيها بالإضافة إلي ماقلته علي الطائرة الرئاسية أن مقومات هذه الوكالة موجودة لدينا وتتمثل في وجود نحو ٢٠٠ خبير ومهندس فضاء ونحو ٦٠ عالما، وأرض مدينة أبحاث الفضاء ومساحتها ١٠٠ فدان، وعدد من المعامل الفضائية جاري إنشاؤها، ومحطة استقبال أرضية لصور الأقمار.. غير ان وزير البحث العلمي وقتها لم يكن متحمسا لأسباب لم أعرفها رغم مناقشاته معه لتأسيس هذه الوكالة.. وإزاء ذلك اضطر الدكتور أيمن الدسوقي رئيس هيئة الاستشعار عن بعد التي احتضنت برنامج الفضاء إلي أن يعد مذكرة للرد علي مذكرته أرسلت رئاسة الجمهورية وقتها صورة منها لي اثني فيها علي الاقتراح، غير أنه قال انه يحتاج لدراسات متأنية تحتاج لمزيد من الوقت.
وكانت هذه الحجة هي التي عطلت إنشاء وكالة الفضاء المصرية طوال هذه السنوات، التي لم أتوقف فيها عن الإلحاح في طلب إنشائها خاصة منذ عام ٢٠١٣ بعد ان تخلصنا من كابوس حكم الإخوان.. وهاهو حلم علماء وخبراء الفضاء يتحقق أخيراً، ويتحقق أيضا ما تبنيته صحفيا لقناعتي به علي مدي عشر سنوات.. وهكذا لا يضيع حق وراءه مطالب.