الأخبار
مديحة عزب
أخيرا.. «الجرجرة» في المحاكم عقوبة الممتنعين
عندما تحدّث الله سبحانه وتعالي عن حكمه العادل في توزيع المواريث في سورة النساء أعقب ذلك مباشرة بآيتي الخلود في الجنة للطائعين والخلود في النار للعاصين.. »تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم، ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين»‬ صدق الله العظيم.. وبرغم تلك العقوبة الرهيبة التي حكم الله بها علي العاصين والتي لا قبل لأحد بها نري ثقافة سائدة في مصر منذ عشرات السنين (ولا أدري إن كانت منتشرة في بقية البلدان المسلمة أم لا؟) تقف حائلا دون اعتراف الكثير من المسلمين بأي حق للنساء في الميراث ويتفاخرون علنا بين الناس بأنهم لا يورثون النساء وأن ليس لهن إلا »‬الرضوة»، وهذه الرضوة حاجة كده من المال السائل لإرضائهن وتطييب خواطرهن ولكن لا توريث لهن إطلاقا لا في الأرض ولا في العقارات.. مع العلم بأن هؤلاء الممتنعين عن تسليم النساء أنصبتهن الشرعية من ميراثهن والذين استحلوا أكلها بالباطل غالبا ما يكونون متدينين جدا أو هكذا يبدون أمام الناس ولا يكاد يفوت الواحد منهم فرض صلاة جماعة في المسجد ومعظمهم حريصون علي أداء فريضة الحج إلي بيت الله الحرام إن لم يكن مرة فاثنتين وثلاثة وربما سبعة.. وفي المقابل نري النساء المحرومات من إرثهن يستسلمن للأمر الواقع ويسلمن أمرهن لله وربما تأثرت ثقافاتهن أيضا بمشروعية حرمان النساء من الميراث ويغرسون تلك الثقافة في أطفالهن منذ نعومة أظافرهن.. ومن أجل ذلك كله كان علي الدولة أن تتحرك لمواجهة هذا الظلم البين الواقع علي النساء ومقاومته بقوة القانون.. وبرغم أن ذلك قد تأخر كثيرا إلا أنني أحيي مجلس النواب والذي أقر مؤخرا قانونا يسن العقوبة للممتنع عمدا عن تسليم الوارث نصيبه من التركة بالحبس أو الغرامة أو كليهما معا.. فمادام الممتنع لا يخاف الله ولا يخاف عقابه ويظن أن الله سيغفر له ما اقترفت يداه من معصية بيّنة له في حرمان الوارث من حقه، إذن فعليه أن ينتظر جرجرته من قفاه في المحاكم ليجبر بعد ذلك صاغرا علي تنفيذ حكم القانون.. ولكن علينا أن نعترف أيضا أن صدور مثل هذا القانون في بلد الأزهر إنما يعكس في الحقيقة تقصيرا من الجهات المختصة بالدعوة والتي لا توحد رؤاها للعمل علي حل المشكلة من أساسها ومحو ثقافة عدم توريث النساء الأمر الذي شكل عائقا منع التكامل بينها لأداء الرسالة الدعوية علي أكمل وجه..
إعجاز
حروف »‬الله» هي نفسها حروف »‬لا إله إلا الله».. فهل يستطيع أعظم مؤلف في العالم أن يؤلف جملة من نفس حروف اسمه ويتحدث فيها عن نفسه كما تحدث الله عن نفسه بجملة بليغة ووجيزة مثل »‬لا إله إلا الله»..
من تأملات الدكتور مصطفي محمود..
ما قل ودل:
لو متخانق مع مراتك إلحق صالحها قبل ما تكتشف قد إيه الحياة حلوة من غيرك..

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف